من يقرأ الخطاب السامي لسيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه خلال استقبال جلالته كبار المشاركين في مؤتمر حوار المنامة في دورته الخامسة عشرة، سيلمح النطاق الواسع الذي تعمل فيه مملكة البحرين من أجل تحقيق وترسيخ الأمن والاستقرار في ربوع العالم على كل المستويات، وتعميق قواعد التفاهم والسلم بين الأمم والاندفاع نحو تحقيق الأهداف السامية التي تسهم في خير وازدهار وتقدم الشعوب.
يقول جلالته حفظه الله ورعاه “قد تكون هذه التحديات عظيمة، لكننا ملتزمون بمسيرتنا لتحقيق السلام، كلما زاد تخطيط الأعداء للإضرار باستقرارنا كلما زاد تعاوننا مع أصدقائنا، من تعاون في مياه الخليج إلى تنسيقنا في تعزيز الأمن السيبراني، نحن أقوى معا، وهذه هي روح حوار المنامة. إننا نأمل أن يرى أبناؤنا وأحفادنا عالما يستتب فيه الأمن والسلام، حيث الدين يجمع الجميع ولا يفرق وحيث ينعم الجميع بالحرية الحقة، هذا المستقبل يعتمد على أمن الشرق المتوسط وبدوره يعتمد على الذين يحضرون هذه الفعالية وهذه المناقشات التي تعقدونها والعلاقات التي تكونونها”.
في مناسبة سابقة ذكرنا أن البحرين هي المؤهلة الوحيدة من بين الكثير من الدول الأخرى لاستلام هذه القيادة “تنظيم حوار المنامة الذي ينظمه سنوياً المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بالتعاون مع وزارة الخارجية”، لأسباب كثيرة أهمها معالجتها القضايا والتصدي للتحديات التي تواجهها والعامل الثاني قوة التنظيم والتحرك بزخم كامل لإنجاح أي حدث يرتبط باسم وسمعة البحرين، فالبحرين بتنظيمها هذا الحوار تخدم العالم وتنشط العمل الإنساني والاقتصادي وتقف بشكل مطلق إلى جانب الشعوب والحق بإظهار صوت وشخصية دول الخليج العربي التي أصبحت بلا أدنى شك تلعب دورا حاسما في رسم القرارات التاريخية ومحاربة كل أشكال التطرف والإرهاب.
حوار المنامة بالنظرة والتحليل ليس مجرد حوار عادي بين عدة أطراف، إنما خطوات واسعة لتحقيق السلام والأمن في كل مكان ومجتمعات آمنة متعاونة متعايشة، والتنسيق والتشاور إزاء مختلف القضايا من أجل الخير والسلام.