الرئيس اللبناني ميشال عون، حليف حزب الله وأمينه العام، وصهر الرئيس نفسه المدعو بطفل المعجزة، جبران باسيل، أسير طموحاته التي لا تتناسب مع مكانته المحدودة جدا، ورئيس مجلس النواب بري أسير احتكاره المجلس منذ الأزل، حتى الرئيس الحريري لا يخرج عن دائرة الطبقة السياسية رغم أنه انفصل عنها بخروجه من الوزارة العتيدة لفراغ لم يتخذ خلاله موقفا حاسما، إذ يسيطر عليه التردد وعدم رمي أوراقه بجهة، وهذا ما أربك اللعبة حتى الآن ووضعها في زاوية ضيقة.

الأهم من ذلك أن الشعب اللبناني بكل طوائفه اتحد بوجه هذه الطبقة التي نهبت لبنان وعلى رأسها حزب الله وبقية الجوقة التي لم يستثن الشعب أحداً منها “كلن يعني كلن”.

الوحيدان التائهان، أحدهما يعيش في كوكب الزهرة وهو الرئيس عون، والثاني حسن نصر الله الذي يعيش في كوكب المشتري، “ولا كأن لبنان انتفض ولا كأن الشعب ملّ وفطس منهم”، شهر كامل حتى الآن والشارع اللبناني يصرخ “كلن يعني كلن”، فيخرج حسن نصر الله مرة يهدد ومرة يغازل ومرة يرسل ميليشياته للتخريب وإحداث الفتنة، ومرة وهي تعيسة وكوميديا سوداء يظهر الرئيس وكأنه من البئر الذي ألقي فيه النبي يوسف، ويهدد الشعب اللبناني بأنه إذا لم يعجبه الوضع فعليه أن يترك البلد ويهاجر! وهذا دليل الطبقة السياسية التي تآكلت ولم تستسلم لحكم التاريخ والوقت والشعب، حتى قائد الجيش جوزيف عون لم يستطع حتى الآن أن يخضع للضغوط ويجاري الطبقة السياسية المتعفنة، فظل مرة على الحياد ومرة يحاول صد المخربين عن الحراك الطبيعي، وكان واضحاً من سير الأحداث أن قائد الجيش جوزيف عون ليس في وارد سماع صوت رئيس الدولة ميشال عون، عون القائد يبدو أنه يواكب العصر ويفهم الوضع ويتعاطى مع الحراك بواقعية بلغت حتى الآن درجة حماية المتظاهرين من هجمات حزب الله وأمل، وهو يقاوم الضغوط عليه بامتياز،لكن إن تغير الوضع، وهذا غير وارد حتى الآن، سيدفع العملية برمتها إلى نفق المجهول.

الجنرال عون الرئيس متمسك بحزب الله وحزام إيران وبقية الجوقة السياسية التي فقدت مبرر بقائها بحكم لبنان وإفلاسه، والجنرال عون قائد الجيش متمسك حتى الآن بحماية المتظاهرين وعدم الاستسلام للضغوط من حزب الله وأمل وبقية الجوقة، فإلى متى تستمر لعبة شد الحبل بين عون وعون. بين الجنرال الرئيس والجنرال القائد؟

وسط هذا الخضم الهائل الذي يضع لبنان بوجه المتغيرات الدراماتيكية، احتفلت الفنانة فيروز رمز لبنان وجارة القمر بعيد ميلادها بصمت وكأنها ترقب نتيجة حرب عون وعون.

تنويرة:

إذا طال انتظارك وقدمت كل ما لديك، فاعلم أن قانون الجذب الكوني يصنع النتيجة بمهل.