العدد 4062
الخميس 28 نوفمبر 2019
banner
الطبيب المتحرش
الخميس 28 نوفمبر 2019

لماذا أصبحنا نقرأ كثيرا في أيامنا هذه عن الطبيب المتحرش الذي يخون مهنته وينتهك حرمة المريضة التي استأمنته على نفسها؟ لا يكاد يمر وقت طويل حتى تطالعنا وسائل الإعلام عن طبيب هتك عرض سيدة أو فتاة في عيادته، ولا يقتصر الأمر على طبيب النساء، بل حتى أطباء الأسنان قرأنا عنهم حوادث مشابهة.

وكانت آخر حادثة تحرش جنسي قرأنا عنها هي حادثة قيام طبيب تجميل في إحدى الدول الخليجية بهتك عرض سيدة أميركية جاءت إليه لتجري عملية معينة، لكنه خالف القواعد الأخلاقية لمهنته واعتدى على هذه السيدة ونال جزاءه العادل حيث حكم عليه بالسجن في بلده بتهمة هتك العرض، وقبل ذلك قرأنا عن أطباء في دول عربية أخرى قاموا بتثبيت كاميرات داخل غرفة الكشف لتصوير عورات النساء أثناء الكشف عليهن أو علاجهن، ووصلت الأمور في بعض الحالات إلى حد الابتزاز الجنسي.

ونظرا لتكرار مثل هذه الحوادث فلابد من وقفة من قبل كل من يهمه الأمر، خصوصا كليات ونقابات الأطباء ووزارات الصحة في مختلف الدول العربية، ولابد من وضع معايير معينة يتم على أساسها الترخيص للأطباء لممارسة هذه المهنة، ولابد من التركيز على أخلاقيات المهنة خلال سنوات الدراسة في كليات الطب، وبعد هذا لابد من التشدد في مواجهة الانحرافات التي تقع، ليس فقط من النواحي القانونية، لكن أيضا من ناحية النقابات أو الجمعيات الطبية التي ينبغي عليها أن تتخذ موقفا حازما في مواجهة أي انحراف مهني ولو كان بسيطا.

انحراف الطبيب - وانحراف المعلم - أمر غاية في الخطورة، فهما مؤتمنان على أمانة معينة، وانحراف أحدهما أمر يدعو إلى الفزع ويؤثر سلبا على كل أبناء المهنة ويفقد المجتمع الثقة في من هم مؤتمنون على أعراض الناس وعقول الشباب.

نقول هذا الكلام، بطبيعة الحال ونحن نقدم كل الاحترام والتقدير لكل شرفاء هذه المهنة وهم أغلبية على كل حال، فنحن لا نقصد الإساءة للأطباء أو غيرهم، لكننا في نفس الوقت لابد أن نواجه ونعاقب كل من يسيء لشرف هذه المهنة الإنسانية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .