+A
A-

مدربو ومتدربات (المربية والمعلمة الوطنية): البرنامج نوعي ومتكامل ويسهم في تطوير التعليم المبكر

 اختتم برنامج (المربية والمعلمة الوطنية) تدريب الدفعة الأولى من منتسبات البرنامج المخصص لتطوير العمل في دور الحضانة ورياض الأطفال، الذي يعد أحد المبادرات التي ينفذها المجلس الأعلى للمرأة بالتعاون مع جامعة البحرين وصندوق العمل (تمكين).

وقد شمل هذا التدريب النوعي الذي يقوم عليه أساتذة وأخصائيون من جامعة البحرين تزويد المعلمات والمربيات المشاركات في البرنامج بمعلومات ومهارات حول كيفية التعامل مع احتياجات الأطفال التعليمية والتربوية المختلفة، ومراقبة أداء الطفل وتطور نموه الجسدي والحركي والسلوكي، إضافة إلى عملية تهيئة البيئة المحيطة به في دار الحضانة أو الروضة.

وأكدت هالة الأنصاري الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة أهمية برنامج (المربية والمعلمة الوطنية) في تطوير العمل في دور الحضانة ورياض الأطفال في مملكة البحرين، لافتة إلى كونه برنامجا نوعيا بحلول عملية ومستدامة لمعالجة التحديات التي تواجه مربيات ومعلمات دور الحضانة ورياض الأطفال، موضحةً أن البرنامج يحمل هدفًا رئيسيًا هو توفير الاستقرار الوظيفي للعاملات في تلك المؤسسات، ويشجع مختلف دور الحضانة ورياض الأطفال على تجويد خدماتها التعليمية والتربوية.

وأشارت الأنصاري إلى أن البرنامج يطمح إلى تجويد منظومة الخدمات المساندة التي تقدم للأسر البحرينية العاملة وذلك بالارتقاء بخدمات وقدرات قطاع التعليم المبكر، لإحداث أثر إيجابي على تنشئة الطفل المبكرة وتطوير خدمات الرعاية التي تتطلع لها الأسرة البحرينية لأطفالها في تلك الفئة العمرية المبكرة لمساندة مشاركتها في سوق العمل، وبالتالي تحسين ظروف المرأة العاملة في هذا المجال وضمان استقرارها وترقيها المهني.

وفي تصريحات للقائمين على البرنامج من جامعة البحرين، قالت مديرة مركز دراسات الطفولة بالجامعة الدكتورة جيهان العمران، إن هذا البرنامج التدريبي ينعكس إيجابًا على المعلمات وعلى الطفل البحريني من خلال توفير بيئة آمنة له علميًا وتربويًا وعاطفيًا، وجعل الروضة ودار الحضانة مكانًا أمثل لنموه الفكري والجسدي السليم.

وأضافت د.عمران: "نحن واثقون من قدرة المتدربات على الاستجابة والتطور والتفاعل مع مفردات التدريب، ومتفائلون بمخرجات هذا البرنامج، وقدرته على تحسين أوضاع العاملات في رياض الأطفال ودور الحضانة، خاصة ونحن نرى المتدربات يبذلن جهدًا كبيرًا للتميز من خلال المشاركة والأداء".

فيما قال سامي محمد المحجوب محاضر في قسم علم النفس بجامعة البحرين: "ويركز جانب من البرنامج التدريبي على تزويد المشاركات بالمهارة والمعرفة اللازمة للاكتشاف المبكر لفئة صعوبات التعلم بين الأطفال، ويتم تدريب المشاركات على استخدام بعض المؤشرات الأكاديمية والمهارات التنبؤية للتشخيص المبكر للطفل الذي يعاني من صعوبة التعلم، بما يجعل العلاج أكثر فاعلية، وهو ما يعود بالنفع على الطفل والأهل".

إلى ذلك أشار توفيق عبد المنعم أستاذ مشارك في قسم علم النفس بجامعة البحرين إلى وجود وحدة خاصة في مفردات برنامج المعلمة والمربية الوطنية تركز على تعريف المشاركات بتطور مراحل نمو الطفل بحسب العمر، ومدى ارتباط ذلك بنشاطه وحركته وسلوكه بشكل عام، وقال: "إن لكل مرحلة عمرية يمر بها الطفل متطلبات تربوية وتعليمية خاصة يجب الانتباه لها ومراعاتها، وكلما كانت المربية أو المعلمة مدركة ومتابعة لتلك المتطلبات ازدادت قدرتها على التفاعل مع احتياجات الطالب المتطورة وتلبيتها".

وقالت الاخصائية التربوية في جامعة البحرين ليلى الذوادي: "إن البرنامج يعرف المشاركات بالزيارات التي ينفذها التربويون لتفقد احتياجات الروضة ودار الحضانة، ومعايير التقييم المتبعة، وكيفية النهوض بأداء المعلمات فيها، وأن مساعدة المربيات والمعلمات على تطبيق تلك المعايير من شأنه دعم اعتمادية وموثوقية الروضات ودور الحضانة التي يعلمن فيها، وتحسين وضعها على مختلف المستويات، وتجويد الخدمات التي تقدمها للأطفال والتلاميذ لديها".

من جانبهن، أكدت مشاركات في البرنامج من المعلمات والمربيات أهمية هذا البرنامج بالنسبة لهن، وقالت أسماء الدوسري: "استفدنا كثيرًا من التدريب النظري والعملي، وتعلمنا أكثر عن البيئة الصفية، حيث أن البيئة التفاعلية تجذب الطفل للروضة وتجعل تقبله للمعلومات أسهل".

وقالت زينب الدخيل: "نتعلم من البرنامج كيفية التعامل مع كل طفل بحسب تصرفاته". كما قالت جود محمد: "استفدت كثيرًا من هذا البرنامج وتطورت أفكاري، وأصبحت الآن أكثر وعيًا لآلية التعامل مع الأطفال، بمن فيهم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة".

ويركز برنامج (المربية والمعلمة الوطنية) على جانبين هامين، وهما تنمية قدرات العاملات في القطاع، وتمكين المؤسسات من الارتقاء ببيئة العمل وطبيعة الخدمات المقدمة لتوفير البيئة الآمنة لرعاية الأطفال، وبما يعدد الخيارات أمام الأسر العاملة ويراعي التزاماتهن بإتاحة تلك المؤسسات خدمات نوعية وساعات رعاية مرنة وممتدة لأطفالهم. ويعمل البرنامج على تزويد المعلمات والمربيات المشاركات في البرنامج بمعلومات ومهارات حول كيفية التعامل مع احتياجات الأطفال التعليمية والتربوية المختلفة، ومراقبة أداء الطفل وتطور نموه الجسدي والحركي والسلوكي، إضافة إلى عملية تهيئة البيئة المحيطة به في دار الحضانة أو الروضة.

وصمم البرنامج لرفع كفاءة العاملات في المؤسسات التربوية في قطاع التعليم المبكر ودعم أجورهن بشكل مرحلي، بشرط أن تلتزم المؤسسة المشاركة في البرنامج بشروط محددة تتمثل في ضرورة التقيد بساعات العمل المطلوبة بواقع 8 ساعات يوميًا، والتزامها بدفع الأجر للعاملات خلال فترة الصيف، وسداد مستحقات الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي ومنح إجازات الوضع وساعات الرعاية المدفوعة الأجر، واحتساب الأجر للعمل الإضافي، وانتداب كوادرهن للالتحاق بالبرامج التدريبية المطلوبة.