العدد 4067
الثلاثاء 03 ديسمبر 2019
banner
إنما الأمم الأخلاق
الثلاثاء 03 ديسمبر 2019

صدق الشاعر الكبير أحمد شوقي عندما قال “وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا”، نعم الأخلاق والأدب والإتيكيت والذوق والأسلوب كلها صفات من الضروري جدًا أن نتعلمها ونطبقها في حياتنا اليومية.

في اعتقادي نحن لا نعطي تلك الصفات والخصال الاهتمام اللازم، بالطبع أولياء الأمور هم المسؤولون بالدرجة الأولى ومن ثم المدرسة، هي ممارسات يومية وعادات جيدة علينا تطبيقها، ويجب أن نقر بأننا نبخل كثيرًا في تربية أبنائنا على هذه العادات الصحيحة ونرى أن من الصعب عليهم تطبيقها عندما يكبرون.

على عاتقنا مسؤولية كبيرة في هذا الجانب، ولا تعملون كم هي مؤثرة كلمات الشكر والثناء والاعتذار، لم نتعود استخدامها بالشكل المطلوب، والكثير من الناس شوهوا سمعة بلدهم أثناء سفرهم للخارج للدراسة أو العمل أو للإجازة، عندما يسيئون التصرف والمعاملة بافتقادهم أبسط قواعد الذوق العام والإتيكيت.

نعم نرى كيف تتصرف فئة من الناس تصرفًا مشينًا ينعكس سلبًا على الجميع، فمراعاة الذوق العام والقوانين والالتزام بالنظام أمور ليست من الحريات الشخصية. كنت في رحلة سفر مؤخرًا إلى أميركا، وأثناء قيامي بممارسة السباحة في مسبح عام لامست يدي بالخطأ جسم أحد الأشخاص في المسبح وكان رجلا كبيرا في العمر (٨٠ عاماً أو أكثر)، تصوروا أن هذا المسن بادر بالاعتذار مني بقوله إنه السبب في ذلك، بصراحة رفعت له القبعة عاليا لمجرد أنه اعتذر بهذه الطريقة وهو أكبر مني كثيرًا، بالذات في الكلمة التي نطق بها (My fault) أي غلطتي! خصوصا أن الموضوع لا يستحق كل ذلك.

هناك الكثير من المواقف التي نتعرض لها في السفر وكما يقولون في السفر سبع فوائد. مهم جدًا أن نتعلم من غيرنا الصفات الحميدة حتى لو كنا نختلف معهم في الدين، فهم بشر يتبعون دولا متقدمة عنا في الحضارة والثقافة والعلم، ولا يسعني هنا أن أذكر الكثير من المواقف الجميلة التي تدل على المستوى الراقي في التعامل مع الناس.

قد تكون فكرة جيدة لو أشهرت عندنا جمعية بمسمى الجمعية البحرينية للذوق العام، في اعتقادي إننا بحاجة إلى جمعية كهذه وذلك للمساهمة في الارتقاء بجودة الذوق العام التي لها انعكاسات إيجابية على المواطن والوافد على حد سواء، ليواكب ما حققته المملكة من نقلة نوعية في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والصناعية، ومن أهداف الجمعية الاستراتيجية أن تدرج مادة خاصة بالذوق العام بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، كون الاستثمار في المراحل الدراسية راسخا ومستدامًا، ويمثل وجود تلك القيم والمفاهيم الذوقية رافدًا أساسيًا للتعليم ومكملا لدور الأسرة. أتمنى ذلك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .