مازال اللبنانيون يواصلون احتجاجاتهم دون بادرة أمل لحل هذه الأزمة أمام تصميم اللبنانيين على تنفيذ مطالبهم وأمام انهيار الأوضاع الاقتصادية في البلاد وشح الدولار الأميركي وارتفاع سعره في السوق السوداء، وهو ما يزيد الأوضاع تفاقما في البلاد ويضع لبنان كله على حافة الهاوية.

وقد أعلن المتظاهرون أن احتجاجاتهم لن تتوقف بعد وصول الأحوال الاقتصادية إلى ما وصلت إليه من سوء وعدم دعوة الرئيس اللبناني ميشيل عون إلى استشارات نيابية ملزمة لتكليف حكومة جديدة ومستقلة خلفا لحكومة سعد الحريري المستقيلة.

ورغم كل هذا، ورغم أن الأوضاع لا تبشر بخير على الإطلاق فيما يتعلق ببقاء وتماسك لبنان وشعب لبنان، إلا أن حزب الله اللبناني ومقاتليه وأعوانه لا يواجهون أي نوع من المعاناة التي يعاني منها غيرهم من اللبنانيين، فليس لدى حزب الله أزمة دولار ولا أزمة محروقات وكأنه يتبع دولة أخرى غير الدولة اللبنانية، وقد أدى ذلك إلى قيام نشطاء لبنانيين بتناول هذا الوضع الغريب على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال نشرهم مقاطع فيديو تحمل صورا لمبالغ كبيرة من الدولارات من فئة المئة دولار، قالوا إنها تتبع حزب الله الذي أكد أنه لا يعاني هو ورجاله ومؤيدوه من أية أزمة مالية.

وتناقل اللبنانيون على تويتر هاشتاغ “حزب الله يقبض بالدولار” وتناقلوا على هواتفهم فيديوهات لصناديق مليئة بالدولارات ومقاطع لرجل يقوم بعد كميات كبيرة من الأوراق النقدية وأمامه حزم مكدسة منها ومقاطع أخرى تظهر كميات من الدولارات بحوزة رجال تابعين لحزب الله وصناديق كثيرة بها أوراق نقدية من فئة المئة دولار موضوعة في مستودعات بها ملايين كثيرة من الأوراق الدولارية.

صحيح أن الدولة اللبنانية لم تؤكد مدى صحة هذه الفيديوهات، لكن هذه الصور أدت إلى موجة كبيرة من الغضب لدى اللبنانيين وزادت الطين بلة في ظل جو مخيف يكتنف أرجاء هذا البلد العربي الذي طالت معاناته وطال أسره من قبل حزب الله التابع لإيران والذي لا يعمل لمصلحة أحد سوى إيران.