العدد 4072
الأحد 08 ديسمبر 2019
banner
ريشة في الهواء أحمد جمعة
أحمد جمعة
عشوائية‭ ‬الأذان‭ ‬ومكبرات‭ ‬الصوت‭!‬
الأحد 08 ديسمبر 2019

البحرين سباقة بالمبادرات العصرية والمواكبة للتطور، وأظن أن الدول التي سبقتنا بميادين عدة، سبب ذلك مزامنة تكنولوجيا المستقبل، ومن هذا المنطلق أقدم مناشدة موضوعية، إلى وزارة العدل والشؤون الإسلامية، فقد حان الوقت لوقف ظاهرة عشوائية أذان مساجد البحرين، وفوضى مكبرات الصوت، فقد اتخذت دول عديدة منها دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر، خطوات بتوحيد الأذان وضبط مكبرات الصوت والتخلص من عشوائية الأذان والأصوات.

إننا في عصر التكنولوجيا الفضائية، ولسنا في زمن بداية الكهرباء، حين استخدموا الكهرباء لنقل الأذان إلى مسافات محدودة وليست واسعة، كما يفعل البعض اليوم دون مراعاة المرضى وكبار السن والأطفال الرضع، بالإضافة للضوضاء.

لقد انطلقت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في دولة الإمارات بنجاح في توظيف التكنولوجيا وهندسة الفضاء، لفرض الأذان الموحّد على مستوى إمارات الدولة مع مراعاة الصوت، ففي مدينة العين المشهورة بمساجدها وظفت نظم الاتصالات المتطورة لبث الأذان الموحد خمس مرات باليوم من مركز البث الحي في مسجد الشيخة سلامة أو من مركز البث الاحتياطي إلى شبكة أبوظبي الإذاعية التي تستقبل الأذان عادة من كل إمارة ثم تحوله بطريقة فنية دقيقة، ومن ثم ينقل الأذان الحي المباشر إلى بقية المساجد المزودة بأجهزة الاستقبال، وانتهت المهمة.

اليوم العالم بتطور مستمر بكل الميادين والمجالات، وعندما نقول مملكة البحرين متطورة ورائدة في هذا المجال، فلا يجب أن يقتصر الأمر على قطاع معين بل يشمل القطاعات كافة، التطور والتقدم عملية تكاملية مركبة، تشمل بنية المجتمع كلها وهذا ينطبق على الأذان وغيره.

فالحاصل اليوم، ظاهرة عفى عليها الزمن، وهي انطلاق آلاف مكبرات الصوت في محافظات البلاد بأصوات مختلفة وبعضها من جنسيات غير عربية، لا تجيد حتى لفظ الكلمات، بالإضافة لتعدد مستويات ارتفاع مكبرات الصوت وتباين الأداء بين الجيد والمقبول والسيئ، وكلها تصدح بعشوائية وكأن البلاد تشهد قيام الساعة.

لقد حان الوقت، بل العصر يفرض الآن اللحاق بالدول من حولنا، وبما أنه تم تطبيق هذا النظام بدول عربية وإسلامية، فمعنى ذلك لا حرج ولا فتاوى نحتاجها لتطبيق ذلك، فمجرد تطبيق هذا الأمر سيمنع فوضى الأصوات ويحد ارتفاع مكبرات الصوت وإزعاج خلق الله، بالإضافة إلى أنه يمنع نقل الصلاة كاملة كما تفعل بعض المساجد دون مراعاة للناس وحالاتهم التي تتطلب الهدوء والسكينة، فتخيل اشتعال مكبرات الصوت خمس مرات باليوم، بين أذان ونقل للصلاة، هل ذلك من الدين؟

لقد كتبنا الكثير وبحت أصواتنا ونحن نناشد طوال سنوات للحد من فوضى وعشوائية الأذان ومكبرات الصوت وأظن أنه أزف الوقت لاتخاذ قرار حاسم وشجاع، كما فعلت دول أخرى.

تنويرة:

العقل مفتاحك إلى الحياة، إن أضعته فأنت خارجها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية