العدد 4073
الإثنين 09 ديسمبر 2019
banner
سبب فشل العملية السياسية العراقية
الإثنين 09 ديسمبر 2019

بعد مرور قرابة 16 عاما، على العراق في ظل العملية السياسية التي تقودها الأحزاب والشخصيات السياسية وما تشظى عنها من ميليشيات وزمر وجماعات مسلحة، فإن هناك سؤالا ملحا يطرح نفسه هو: ما الذي قدمته هذه العملية السياسية للشعب العراقي وهل صارت الأوضاع الحالية أفضل من التي كانت في ظل النظام السابق؟

طوال العهدين الملكي والجمهوري حتى عام 2003، لم يكن العراق ضمن قائمة الدول الفاشلة، كما أنه لم يكن بلدا غير آمن وغير مستقر، لكن قد عانى بعض الشيء من قضية الأكراد، لكنها لم تكن مؤثرة عليه إلى الحد الذي يؤثر على الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية، لكن بعد دخول العراق ما سمي بعهد “العراق الجديد”، فإن الكثير من الأمور انقلبت رأسا على عقب بحيث صارت الأوضاع خليطا عجيبا بل حتى أن الوضع السياسي صار أشبه بمسخ لا يوجد له نظير في أي بلد في العالم.

أحزاب وشخصيات كانت إلى حد عام 2003، تتحدث عن الظلم الكبير الذي يرتكبه النظام السابق بحق الشعب ومعارضيه، وأنه نظام فاسد يسرق وينهب ثروات وأموال الشعب وهو “عميل” لأميركا وإسرائيل، وكان الشعب العراقي وفي ظل هذا الحديث ينتظر عهدا جديدا مفعما بالأمل والخير والتفاؤل حيث سيتنفس فيه الصعداء وينسى عهد صدام حسين الذي أدخله في حروب طاحنة كلفت البلاد الكثير من الأرواح والأموال، لكن، فوجئت الأوساط السياسية والإعلامية في المنطقة والعالم بأن الشعب العراقي صار يحن إلى النظام السابق ويترحم عليه، وهو ليس لأن النظام السابق كان خاليا من العيوب أو الأخطاء الفظيعة، إنما لأن النظام الحالي فشل في تحقيق مستوى الحياة المعيشية وتقديم الخدمات العامة بالمستوى والقدر الذي كان يقدمه النظام السابق.

العملية السياسية العراقية التي صارت مضربا للأمثال من حيث غرابتها وما ترشح ويترشح عنها من أمور وقضايا غريبة وعجيبة ليس لها أي مثيل، إذ إن تشكيل أية حكومة أو البت في أي قرار سياسي مهم وخطير، فإن القرار “الفصل” و”الحاسم” يأتي من خلف الحدود، إذ إن كل الأحزاب والشخصيات والميليشيات والدكاكين السياسية، ليس بإمكانها أبدا أن تكون صاحبة الشأن والقرار، بل إنها تنتظر ما سيردها من خلف الحدود، وتحديدا من طهران، معقل نظام الملالي.

أسوأ شيء انتهى العراق إليه بسبب هذه العملية السياسية الفريدة من نوعها، هو أنه أصبح تحت وصاية أكثر نظام مرفوض ومكروه من جانب العالم عموما ومن جانب شعبه خصوصا، ونعني به نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية