العدد 4077
الجمعة 13 ديسمبر 2019
banner
مكافحة الفكر الضال (5- 5)
الجمعة 13 ديسمبر 2019

السؤال الذي يفرض نفسه ونحن نبحث عن خلاصة القول عندما يقترب فكر ضال من مجتمع، كيف نكافحه؟ وكيف نتصوّر أن فكرًا غريبًا فذ تشبث بتلابيب فئة أو جماعة، أو تغلغل داخل مناسك طيف أو منطقة أو شعب، أو تداخل مع أفكار وعادات وتقاليد مواطنين على أعلى درجة من التفتح والقبول بالآخر؟

كيف يمكننا المكافحة والشفافية في ترقب الفئة التي تضل، والإتقان في تتبع الجماعة التي تتلبس فكرًا منحرفًا، والتجريب مع مجموعة قايضت الضلالة بالهدى، والإنكار بالتصريح، والانحراف بالنزول إلى كلمة سواء؟

بكل تأكيد هناك أساليب لا ترتقي إلى مستوى الخلاف في العلن، أو رفع الرايات السوداء إيذانًا بصعوبة الإبحار في الظروف المناخية غير المواتية، بكل تأكيد لابد وأن نعيد النظر كبداية فيما يلي:

أولًا: التعليم

1 - منظومة التعليم، وإذا ما كانت المناهج تحض مثلًا على الكراهية، أم أنها تنشر روح التسامح والتعايش والألفة مع الآخر.

2 - هل هذه المنظومة تعمل على خدمة ما يسمى بالمجتمع المدني بالشكل والطريقة والحاجة التي تتلبس مجتمعًا من المجتمعات، أم أنها منغلقة على طلبتها، منكفئة على مناهجها، متوارية خلف الظلال؟

3 - ضرورة أن تكون مناهج الجامعات مستعدة وفقًا لنظامها الخاص وقانون التعليم العالي مثلًا لتدريس مواد تُحذّر من الفكر المنحرف والغريب، وأن ترسخ قيم المجتمع الأصيلة، وثوابته وأواصره النبيلة.

4 - أن تكون الجامعات بمثابة حقول خصبة لإنبات الفكر المعتدل والسلوك القويم، لا أن تُغني على ليلاها في الاكتفاء بتدريس العلوم والفنون بتجردها المنفصل عن احتياجات المجتمع والوطن والناس.

ثانيًا: الإعلام

1 - إن الإعلام في بلادنا مازال متشكّلًا على أساس الربح والخسارة تجاريًّا، وليس على أساس الربح والخسارة فكريًّا وعقائديًّا ووطنيًّا.

2 - إن أجهزة الإعلام تحتاج إلى مراجعة أقسامها التحريرية بكل ما تحمله من مجالات سباقة ومقالات ترسخ مفاهيم المواطنة الحقة، وتؤكد على ثوابت الوطن الدينية والسياسية والتاريخية، صحيح أن هذا كله يقف خلف الأداء المشرف أحيانًا والمتردد أو المشغول أحيانًا أخرى لكن مواجهة الأفكار المتطرفة لابد وأن تخضع لمنهج، بتأصيل، لأسلوب أداء، ولوجود متغلغل في مختلف المقالات أو التحقيقات الصحفية أو التغطيات لمؤتمرات يُشار إليها بالتألق داخل مملكة البحرين.

3 - أن تتفق الصحف فيما بين بعضها البعض على استراتيجية حد أدنى من التفاهم حول وضع تعريف محدد أو صيغة قاطعة للفكر المتطرف، ولمكافحته، وللنيل منه قبل أن يتفشى في المجتمع، بل قبل أن يصوب طريقه ويُعيد مجراه الأصلي متجهًا نحو أهداف أخرى، وأجيال أخرى خاصة تلك التي لم ينل وعيها الجمعي من الاهتمام ما كان يجب أن يناله، هنا قد يضطر المجتمع إلى المواجهة بآليات أكثر شراسة، وبفكر لا نرغب بتاتًا في أن يسود.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية