العدد 4078
السبت 14 ديسمبر 2019
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
الشعوبيون الجدد... قصة قطر (7)
السبت 14 ديسمبر 2019

عندما أعلنت قطر أنها سترد على كل من شارك بمحاولة المغفور له الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني استرداد حكمه من ابنه الشيخ حمد بن خليفة، كان ذلك بداية إعلان حرب نظام الشيخ حمد مع رفيق دربه الشيخ حمد بن جاسم، على البحرين والسعودية والإمارات ومصر وبعض الدول العربية، والتي حركت فيها الدوحة قناة الجزيرة للهجوم عليها وعلى الأردن وليبيا والمغرب وتونس، واستخدمت القوى الناعمة واستخدمت الإخوان المسلمين، لتحقيق سياسة 96 التي بدأها ما يسميه البعض نظام الحمدين لتحقيق شعار “قطر أولا وأخيرا”.

وقد بدأت سياسة 96 القطرية باستهداف دول الجوار البحرين والسعودية بالذات، وامتدت لاحقا لتشمل مصر، والتي ساندت دول الخليج بالتصدي لانقلاب الشيخ حمد على والده ورفضت حركته التصحيحية كما تسميها الدوحة، وقد بدأت أولى المناوشات القطرية لمصر، على إثر مؤتمر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عندها بدأت الحرب الإعلامية والصحافية، ودخلت قناة الجزيرة على الخط، وقامت بالهجوم على القاهرة ونظام الرئيس حسني مبارك، وعمدت على تشويه سياسة مصر الداخلية والخارجية، وعمدت أيضا على تحريض المصريين على الوضع الداخلي، وسوقت رموز الإخوان كحماة للشعب المصري.

وقد تدخلت السعودية في محاولة منها للمصالحة بين الدوحة والقاهرة، ونجح في ذلك الملك فهد، وتم عقد لقاء بين زعماء الطرفين، وفسرت الدوحة ذلك الأمر على أنه انتصار للسياسة القطرية، كون أكبر دولة عربية تعقد مصالحة مع قطر، بينما كانت وجهة نظر السعودية تهدئة الأمور وتفويت الفرصة على قطر لكي لا تستمر بسياستها المشاكسة، كما يسميها البعض.

لكن قادة سياسة 96 اعتبروا أن هذه المصالحة نصر كبير لهم، ما شجعهم على المضي في سياستهم ضد مصر، بالتزامن مع إسقاط كل الأنظمة التي صنفتها الدوحة على أنها معادية لشعار “قطر أولا وأخيرا”، واستمرت قناة الجزيرة بالهجوم على مصر، وسخرت كل ما من شأنه تقويض أمن النظام المصري، فبثت التقارير والأخبار واللقاءات والمواد الإعلامية التي كان كل هدفها تشويه صورة ما يقوم به نظام الرئيس مبارك، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، حتى جاءت الفرصة الذهبية لسياسة 96 القطرية بما يسمى الربيع العربي، ومكنت الشعوبيين الجدد في تركيا وإيران من احتلال مصر بواسطة الإخوان، وللحديث بقية تكمل ما أسلفناه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية