العدد 4089
الأربعاء 25 ديسمبر 2019
banner
وَخْـزَةُ حُب د. زهرة حرم
د. زهرة حرم
قِفْ... إنها سنة جديدة!
الأربعاء 25 ديسمبر 2019

ماذا تعني لك السنة الجديدة؟ هل هي مجرد رقم زائد وكفى! أم أنها “وقفة” سريعة أو متأنية مع النفس؛ لمساءلتها عمّا كان في سابقتها: ما تحقق من رغبات وأهداف، وما لم يتم إنجازه بعد! ما نجحت فيه، أو ما أخفقت! بعض الناس يرى فيها امتدادًا للسنوات السابقة، ولا جديد، سوى ما تقوده إليه الأقدار، وبعضهم الآخر ينظر إليها بحماسة وتفاؤل الحالمين؛ أنها ستكون أجمل من سابقاتها. تراهم يُمنون النفس بالتغيير، والاختلاف إلى الأفضل! وفي الحالتين؛ لا القدر يُسعفك من تلقاء نفسه دون حراك، ولا الأماني تدفعك إلى الأمام!

في الواقع، على السنة الجديدة أن تجرّك إلى القلق على نفسك! القلق الصحي المطلوب! يجب أن تشغلك تمامًا بنفسك: ماذا فعلت؟ وكيف أبليت؟ ولماذا لم تُحرك ساكنا في هذا أو ذاك؟! وعلى أي حدثٍ جديد تُقبل؟ وكيف ستتغير، أو تتطور؟ وكيف ستُحرك الجامدَ في حياتك؟! كيف ستخرج من دائرة مشاكلك؟ وماذا أعددت لمن حولك؟! يجب أن يشغلك التفكير بالجديد الذي تُضيفه إلى سنتك الجديدة، فمن الكارثة أن تكونَ امتدادًا لسابقتها وفقط؟! مهما كنتَ راضيًا عمّا مضى منها! ومن الأسوأ أن تكون – أنتَ – عبر هذه السنوات المتقادمة مجرد مُسيّر، لا اختيار لك أو قرار؛ كأية شجرة تُميّلها الرياح باتجاهاتها، يمينا أو يسارا، أو ربما تقتلعها؛ فتستسلم لنهايتها! هذا مُحزن.

قِف مطولا أمام نفسك: حاوِرها، سائِلها، انتزِع الإجابات منها، واعترِف بصدق! إن كل سنة جديدة هي فرصة لا تُعوّض (للتذكير) وجَرد الحسابات! ليشتغل كل واحد منا شُغل المحاسبين المدققين نهاية كل عام: لنجمع أو نُسجل حصادنا (كل عملٍ أنجزناه)، ونراجعه، ونقوم بتحليله، وفحصه، والتأمل فيه، ما مكاسبنا منه؟ ما خسارتنا؟ ماذا نقترح لنعوض أو نزيد؟ ما موقعنا من أنفسنا ومن الآخرين؟ كيف نقيّم أداءنا؟ هل يأخذنا بشكل مباشر أو تدريجي نحو أهدافنا الكبرى، أم يضعنا عند مفترق طريق ضبابيّ! إن كنا في هذه الحالة؛ وجب الوقوف، وامتنع الحراك، وحانت لحظة إعادة ترتيب الأوراق والأوضاع!

لم يفت الأوان أبدًا، ومازال في الوقت وقت؛ ومازالت في العمر سنوات قابلة للتحريك؛ للعيش نحو ما نرغب فيه أو نريد؛ فالسنوات الجديدة تقول لنا: مرحبًا بكم وسهلا في أحضان الحياة، وأنَّ مَنْ عَمَّركم على هذه الأرض واستخلفكم فيها؛ جعلكم جديرين بها، ولكن! بشرط واحد هو: العمل؛ فاللذة أو الراحة ليست مجانية! ليست للمتراخين المتقاعسين المتكاسلين؛ إنها تأتي بعد جهد وبذل وعطاء؛ فتُزيّن الحياة بألف معنى ومعنى.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .