العدد 4092
السبت 28 ديسمبر 2019
banner
رعب نظام الملالي من ثأر الشعب
السبت 28 ديسمبر 2019

يعترف قادة النظام الإيراني وبصراحة لا لبس فيها بكراهية الشعب الإيراني، وأن الشعب لو أتيحت له الفرصة المناسبة لاقتص من الطغمة الدينية الحاكمة وجعلها تدفع ثمن كل المآسي والمحن والويلات التي عانى منها، خصوصا أنه صار واضحا بقدر ما تزداد الطغمة الدينية الحاكمة ثراء، ازداد الشعب فقرا وحرمانا حتى وصل الأمر إلى حد أن يكون هناك من يواجه المجاعة في بلد يعوم على النفط والغاز وفيه خيرات ونعم لا تعد ولا تحصى، ولا ريب فإن الفساد المنتشر بين مختلف أوساط نظام الملالي والإثراء غير المشروع على حساب الشعب، أثر سلبا على مختلف الأوضاع، لكن كان الشعب في النتيجة المتضرر الأكبر الذي تحمل في النهاية نتائج وآثار كل الأعمال والنشاطات المشبوهة وغير المشروعة للنظام.

عندما يعترف محمد باقر فرزانه في صلاة الجمعة في مشهد بصورة واضحة بأن هناك حالة من التباعد والتقاطع بين النظام والشعب بسبب عدم قيام النظام بواجباته تجاه الشعب قائلا: “إذا كانت الحكومة بجميع فروعها الثلاثة، السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية - لا سمح الله – قد تجاهلت الشعب أو أهملته فماذا سيحصل؟ عندئذ، لم نعد إلى المكان الذي كنا فيه، بل سنعود إلى ما لا تحمد عقباه، ينزعون جلودنا، يأكلون لحمنا، ويحطمون عظامنا”، ويضيف: “غضب الناس مخفي، الناس لديهم صبر وتحمل، وشعب يتحمل كثيرا، لكن لا سمح الله، إذا انفجر؛ فلا شيء قادر على ردعه، غضب الناس اليوم ليس غضبا تجاه الشاه ووالده... غضب من نوع آخر، ومشكلة أخرى، وإذا تم تجاهل الناس سيحصل ما لا تحمد عقباه”، فإن هذا الملا المعتوه يعرف جيدا أن نظامه ومنذ قيامه وخلال أكثر من 40 عاما من عمره النتن، لم يكن يعمل إلا من أجل مصالحه الضيقة ومن أجل ضمان بقائه واستمراره، كما أنه هو وباقي طغمة الفاشية الدينية كان جل همهم الإثراء غير المشروع من خلال سرقة ونهب المال العام واستخدامه من أجل حياتهم الخاصة وجعل عوائلهم والمنتفعين منهم في نعيم.

 

الفوارق الطبقية الكبيرة التي نجمت عن ما قام به هذا النظام طوال العقود الأربعة المنصرمة وصلت إلى حد أنه لم تبق إلى حد بعيد الطبقة الوسطى، وصار هناك أغنياء إلى حد التخمة وفقراء إلى حد المعيشة الصعبة جدا وعدم التمكن من توفير لقمة الخبز اليومية بصورة منتظمة، وهذا ما حذرت منه المقاومة الإيرانية دائما وأكدت أن بقاء واستمرار هذا النظام إنما هو على كاهل الشعب وأن الشعب لوحده يدفع ثمن ذلك، لهذا فإن إسقاط النظام صار أمرا ملحا لا مناص منه. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .