العدد 4093
الأحد 29 ديسمبر 2019
banner
العمق الآسيوي
الأحد 29 ديسمبر 2019

هي بصيرة تلك التي تأخذ الوطن إلى آفاق ارحب، واجتلاء ذلك الذي يفتح الآفاق، ويمهد السبل نحو حياة أفضل للشعوب وأيام أجمل في المستقبل. هو بالتحديد خليفة بن سلمان، وسياسته الخارجية هي الولادة البسيطة لمشروعه الحكيم “الجوار البعيد”، ربما لم يفطن قائد قبله بأن عالم المحاور قد يقضي على التجمعات الأممية المتلاصقة، وأن البديل الاستراتيجي أو المضاف الحكيم لابد وأن يتجلى هنا في سياسة جديدة يعرفها الساسة المخضرمين بـ “الجوار البعيد”.

وبالفعل ومنذ سنوات عدة بدأ رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه في انتهاج تلك السياسة، واضعًا نصب أعينه ذلك النمو الاقتصادي الملفت لدول “الآسيان” أو النمور الآسيوية، وعلى الفور توجه سموه إلى تعزيز العلاقات مع الفلبين وتايلند وغيرهما؛ باعتبارهما منطلقا لدول التجمع المشرق في عالم الازدهار الجديد. وها نحن اليوم نشهد العلاقات المتميزة بيننا وبين هذه الدول وهي تؤتي ثمارها، اتفاقيات على أعلى مستوى، تبادل تجاري وتأثير عن بعد، دعم في قضايانا الإقليمية والمحافل الدولية، أخيرا وعلى سبيل المثال تلقى الرئيس القائد رسالة من الرئيس الفلبيني تسلمها بالنيابة عن سموه مستشار رئيس الوزراء ونجله الوفي سمو الشيخ سلمان بن خليفة وفقه الله تضمنت تعزيز العلاقات الوثيقة بين البلدين الصديقين وحرص جمهورية الفلبين الصديقة على المضي قدما بهذه العلاقات إلى آفاق أرحب، هو ما يعني أن التواصل مع زعماء العالم سيظل بمثابة العمل الدؤوب الذي يتخذ منه سموه موقعا حصينا للدفاع عن قضايانا العادلة، والذود عن مقدراتنا الصامدة، والوفاء بأحلام شعوبنا المساندة.

إنها ملحمة قائد ملهم يتقن مفرداتها مثلما يدرك أبعادها، يفهم في قراءة تفاصيلها ويوجه أمته وأجهزته المعنية؛ كي تتابع وتتحرك باتجاه توثيق أعمق لعلاقات مع الأشقاء والأصدقاء وتبادل أوسع للأفكار والمطارحات، وتعاطي أكثر تركيزًا مع قضايانا المحورية، وهمومنا التاريخية وسياستنا الخارجية. إنها قدرة رئيس على صون حقوق بلاده في العيش الكريم مع الآخر؛ تعزيزا لمنهج وطن، وتطويرا لإنجازات أمة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية