كانت الأشعة التجارية توضّح أن جنين مجمع سترة سيولد مشوّهًا اقتصاديًّا، وفعلًا هذا ما حدث. بلغ عمر المجمع 13 سنة، ولم يبلغ الفطام التجاري، إذ إنه لا يستطيع أن ينمو اقتصاديًّا وفقًا للأفكار التي تكوّن منها جنينه.

العديد من المسؤولين تعاقبوا على إدارة المجمع، وزير البلديات السابق جمعة الكعبي، الوكيل السابق للوزارة محمد نور الشيخ، مدير عام بلدية المنامة سابقًا (وكيل البلديات حاليًّا) الشيخ محمد آل خليفة، عبدالكريم حسن، (...) وثلاثة مجالس بلدية منذ العام 2006 حتى الآن، وأخيرًا الوزير عصام خلف ومديرة الأمانة شوقية حميدان، حتى وصل إلى ممتلكات، والسؤال ماذا قدموا وهل تغيّر واقع المجمع؟! جميع المسؤولين كانوا يفكّرون داخل ذات الصندوق لذلك لم يحدث أي تطور.

“الإبداع” هو إحدى المنظومات وإحدى الركائز الأساسية في رؤية البحرين 2030، ويفتقد القائمون على المجمع الكثير من الإبداع لكي يخرجوه من واقعه المرير. يقول نزار قباني: عندما أجهّز نفسي لكتابة قصيدة، وأبدأ بالكتابة أكون كوزير داخلية لا أخاف أحدًا، لكن عندما يتراءى لي أن الفكرة التي أكتبها سبقني أحد فيها أمزّق ورقة الكتابة، ذلك لأن الإبداع قد انتفى من الفكرة.

المجمع الآن أصبح عالة على نفسه وعلى مجتمع البحرين الاقتصادي لأن مضاره أكثر من منافعه، والواقع يدعو الجميع كل من موقعه لاجتراع الحلول الكفيلة بإعادة الحيوية لهذا المجمع لكي يتماشى مع التحولات الاقتصادية التي تشهدها البحرين ضمن رؤيتها 2030 فهل تتحرك الجهات المعنية وتستدرك الأمر؟! أم يبقى مبنى هذا المجمع أسوة ببقاء مجمع بناية الكويت في المنامة.

الآن في ظل واقع المجمع المرير والمتدهور بالإمكان تحويل المجمع إلى مجمع متخصص في شأن معين، كمجمع اختصاصي في الأثاث، ومستلزمات تشطيب البناء.