العدد 4094
الإثنين 30 ديسمبر 2019
banner
وداعـًا عـام 2019
الإثنين 30 ديسمبر 2019

نحن في أواخر عام 2019م وعلى مشارف 2020م، ينتهي عام بأشهره وأحداثه الوطنية والدولية، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فالبعض منا رأى أيامه عابرة في حياته وأن الأيام القادمة ستستمر مع مرور الزمان، ومنا مَن يتبصر فيها ويستلهم مما حدث له فيها ليستفيد من عِبرها ويتخطى آلامها وينهض بذاته ويعيش في سنة أفضل، كذلك الدول كالأفراد، فبعض الدول ترى أنها سنة رحلت بمرِها وحلوها وتستعد لسنة قادمة لتحقيق الأفضل لها.

عام 2019م لم يكن أفضل من الأعوام السالفة، وإن كنا نتمنى أن يكون 2020م أفضل منه، ففي عام 2019م استمرت المعارك والحروب التي بدأت قبل ذلك بسنوات ولم يحل السلام على الدول المتحاربة، بل الاختلافات والتدخلات الخارجية زادت نيرانها التي راحت الشعوب ضحية لها، وزادت مساحة الصراع واشتد النزاع بين الكثير من الفصائل السياسية للكثير من الدول التي استبدلت الحوار بالدم والأمن والاستقرار بالفوضى والخراب فخسرت الأوطان كل شيء، بجانب العمليات الإرهابية وفواجع وحوادث الطبيعة من فيضانات وسيول في بعض مناطق العالم.

وسيرحل عام 2019م ومازالت أجزاء من ترابنا العربي تحت الاحتلال والسيطرة الأجنبية (إقليم الأحواز، لواء الإسكندرون، فلسطين والجزر العربية الثلاث)، ومازالت جامعة الدول العربية في سباتٍ، وملفات أزماتنا العربية تتولاها دكاكين التجارة السياسية الغربية، نملك الكثير من الموارد الاقتصادية من مادية وبشرية وطبيعية، إلا أن دولنا تعيش في دائرة المديونية وعجزها المستديم، وخيرات وطننا العربي الكبير تنساب إلى الخارج لتتعاظم اقتصاديات تلك الدول وتبقى أقطارنا في حالة العوز والحاجة.

ومع أوجاع عام 2019م الذي مازال البعض ينزف من آلامه إلا أننا سنستقبل 2020م وسنغتنم أوقاته الفاضلة وسنواجه بقدر ما نستطيع أوقاته العصيبة، وسنمد أنفسنا ووطننا منه بالأعمال الصالحة، لنعيش معًا في أمنٍ وسكينة وتعايش ومحبة، فهل سيتحمل 2020م هذه التركة المتراكمة والثقيلة من المآسي والأحداث لما سلف من السنين، أو أن ما سيأتي سيكون أكثر خطورة وأكثر تأزمًا مما سبق؟

في ظل ما حدث ويحدث نأمل جميعًا أن يحل السكون في ميادين القتال المتعددة، وأن يحدث الانفراج في العلاقات بين الدول من أجل مصالحها ومصالح شعوبها، وأن نكون قادرين على علاج أزماتنا وإدارتها وإدارة ثرواتنا، وأن لا يذهب عام 2020م مخذولا كما في السنين السابقة التي لم تستطع أن تخرج من تحت ركام الأحداث وأنقاض الفواجع.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .