العدد 4095
الثلاثاء 31 ديسمبر 2019
banner
2020... ما أجمل العالم الذي يركض كالطفل خلف الفراشات
الثلاثاء 31 ديسمبر 2019

سيغيب يوم غد الأربعاء عام 2019 عن خريطة البشرية إلى الأبد، وسيرتاح في عين الماضي ويقبع في الظلام، سينتهي بانسداد أفقه وشرايينه وسيهوي إلى قاع بلا قرار، سينتهي بمآسيه وحروبه وآلامه وأحزانه، لكن ستبقى تصرفات البشر اليومية منها، وغير اليومية، العادية وغير العادية كما هي، لأن صفة الشر والطغيان لصيقة بالإنسان، هذا الإنسان الذي جذبته أخلاقيات الحروب والدمار، وقد أثبت التاريخ عبر قرونه ومنذ الأزل أن أخلاقيات الدمار والحروب المؤشر الحقيقي لسقوط الإنسان وما أبشع أن يسقط الإنسان.

غدا سترتوي الأرض بمياه عام جديد (2020)، لكن السؤال.. هل سيعيد الإنسان الاسطوانة القديمة، اسطوانة الدمار والحروب والتطاحن، وسيترك الأطفال في مكان ما يعج بالموت من الجوع والنوم بثوب التعساء والبؤساء لأسباب سياسية غبية، وتصفية حسابات كما في العصور الهمجية، وهل سنشم عبر قارات العالم ومحيطاته روائح الدماء الساخنة، وسنسمع أصوات المدافع والرشاشات والمسدسات التي أصبحت موسيقى هذا العصر، أم ستكون سنة 2020 سنة خير وسلام، وستعود فيها الطيور الأصيلة التي طالت هجرتها إلى السماء الدافئة، وستعيش مرة أخرى بيننا بعد أن تعذبت من الشرور والأغلال التي كانت تدمي أعناقها. فالأرض ليست للإنسان فحسب، بل هي للطير  والحيوان وكل مخلوقات الله، وليس هذا شيئا غريبا، لكن الغريب ما يفعله الإنسان في الكون وفي تربة الكون، تركيب غريب لهذا الإنسان الذي ينسى نفسه في بعض الأحيان ويحرق أرضه وبيته ويجلب الهلاك لنفسه.

لن أجلد الإنسانية بسياط التشاؤم، لكنني أتمنى أن تعود الأنهار الطاهرة للتدفق من جديد أمام أعيننا، ومعها معاني الخير والجمال والحب، وتزول رغبة الحروب والدمار والانتقام وكل أشكال الانتكاسات، لينعم العالم بالطمأنينة والسلام بدل القلق والاكتئاب والحروب، وكما قال الأديب الروسي العظيم “تورجنيف”.. ما أجمل العالم الذي يركض كالطفل خلف الفراشات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية