العدد 4097
الخميس 02 يناير 2020
banner
جراثيم قاتلة في ستائر المستشفيات... هل هناك وقاية
الخميس 02 يناير 2020

لا يمكن أن نمر سريعا على ما نشرته “البلاد” يوم الثلاثاء الماضي، حيث كشفت بالوثائق والشهادات عن البكتيريا المعندة التي تفتك بالأرواح في مستشفى السلمانية، لأن التغاضي مؤقتا يعني ظهور مشكلات أخرى كثيرة لا يمكن أن تحل إلا بقدر ضئيل للغاية أو لا يمكن حلها إطلاقا، وما لفت انتباهي شخصيا من الشهادات ما حدث لحرم النائب السابق عدنان المالكي، فبعد أن حار أطباء البحرين في وضعها الصحي نقلت إلى السعودية وأجريت لها الفحوصات الإشعاعية والإكلينكية، واتضح أنها تعاني من سرطان الدم “اللوكيميا”، وبعدها نقلت إلى مجمع السلمانية الطبي؛ ولأن للمجمع عرفه الخاص اشترط إدخالها كما تدخل أية مريضة أخرى عبر قسم الطوارئ، دون الالتفات إلى حالتها رغم جلبها تقارير طبية موصوفة من السعودية، بمعنى أن أطباء السلمانية احتاروا في تشخيص حالها وفوق ذلك لم يهتموا بالتقارير الطبية التي أحضرتها من السعودية، المريضة فارقت الحياة بعد ذلك بـ 3 أيام؛ بسبب إصابتها بعدوى البكتيريا المعندة.

نعم.. هناك رعاية صحية كاملة تقدمها وزارة الصحة للمواطنين، لكن هناك تقصير واضح في مجال الوقاية من بكتيريا المستشفيات، وتأخير واضح أيضا في اكتشاف الحالات وعلاجها وحماية المواطنين عموما بإجراءاتها الوقائية العلمية مع العمل الدائب على تحسين بيئة المستشفيات، علاوة على الأخطاء الطبية التي تظهر بين الحين والآخر، بعضها يعرف ويخرج إلى العلن وتتخذ الإجراءات القانونية في المجال، وحالات أخرى لا يعرف مصيرها وإلى أين وصلت.

نعرف أن المستشفيات أكثر الأماكن المليئة بالجراثيم، وعلى مجمع السلمانية الطبي الاعتراف بالمشكلة والإعلان عنها وبالتالي علاجها، أما عدم التصريح بوجود المشكلة والتراخي في التعاطي معها فتلك حالة أشبه بابتلاع السموم، وعندما ننبش في جراثيم المستشفيات، فهناك حسب علمنا جرثومة قاتلة تتربع على ستائر المستشفيات، تنتقل من المريض إلى الستارة، وإذا لم يتم تنظيف الستارة وتعقيمها تنتقل من الستارة إلى مريض آخر وهكذا، حسب دراسة أميركية عرضت في المؤتمر الأوروبي لعلم الأحياء المجهرية والأمراض المعدية في أبريل الماضي. احسبوا كم ستارة تلتف حول أسرة المرضى في مجمع السلمانية، وهل يتم غسلها وتعقيمها بصورة مستمرة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .