العدد 4105
الجمعة 10 يناير 2020
banner
مصطلح الغاية تبرر الوسيلة... كزهرة الشمعة
الجمعة 10 يناير 2020

الغاية تبرر الوسيلة... مصطلح كزهرة الشمعة، يقنع البعض ويرفضه الآخر، ينساق إليه البعض ليزيد من معين رصيده، والآخر يخاف أن يفتضح أمره ويخسر شيئا من رصيده، الغاية تبرر الوسيلة مذهب أكثر من يطبقه هم قطاع الطرق واللصوص، سواء اللصوص الأفراد أو اللصوص الجماعات، فاللص يجد في غايته وهي الغنيمة التي ينشدها مبررا كافيا للسطو المسلح أو غير المسلح، وطالب المنصب يجد في غايته تلك مبررا كافيا للنفاق والصعود على أكتاف الآخرين، وبذل المساعي المشروعة وغير المشروعة، وزير النساء يجد في غايته المشتهاة ما يبرر في نظره الخداع والكذب، بل قد يصل به الأمر إلى الاغتصاب السافر.

حتى دول الاستعمار في السابق ابتكرت حيلا غادرة احتالت بها كي تستولي على خيرات ومقدرات الشعوب وهي تبرر ذلك أمام شعبها بأن الغاية تبرر الوسيلة، وهي بعينها حجة اللص أمام نفسه، وحجة القاتل، وحجة الساطي على الأعراض.

إن فاقد الشيء لا يعطيه، فالغاية النبيلة لا تؤدي إليها إلا وسيلة شريفة، فإذا تدنست الوسيلة فلا يمكن أن تكون الغاية إلا من معين الدنس، مهما تلونت بالعناوين الخلابة الخادعة، فلا تظن فتاة مثلا أن الزواج غاية تشفع لها التظاهر أمام الفتيان بما ليس لها كي تظفر بالراغب المخدوع، فكل بيت يقوم على غير الصدق المحض والإخلاص والأمانة التامة إنما هو بيت مشيد على الرمال لا يلبث أن ينهار، ولا يظن طالب مصلحة عامة أو خاصة أن الغش أو الافتراء مطية صالحة إلى مقصده، مهما خيل إليه أن ذلك المقصد نبيل وجليل، ومع الأسف إن فساد الوسيلة لا يؤذي المسؤول عن اختيارها في جميع الأحوال، وإن آذى سواه حتما فإن الشر كالوباء، قد ينجو منه حامل الفيروس وتحترق بناره ألوف الأبرياء من غير ذنب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .