العدد 4105
الجمعة 10 يناير 2020
banner
آخر الألاعيب “الأردوغانية”
الجمعة 10 يناير 2020

لم يكن رجب طيب أردوغان بحاجة إلى تفويض من برلمان بلاده لإرسال قوات تركية إلى ليبيا للقتال إلى جانب حكومة “الوفاق” الليبية لصاحبها فايز السراج فهذه المسألة، كما هو معروف، محسومة منذ البدايات وحيث إن القرار بهذا الخصوص هو قرار التنظيم العالمي للإخوان المسلمين الذي كان قد اختار الرئيس التركي مرشداً عاما له، وحيث بات يتصرف على أنه “أمير المؤمنين” الذي تنحني له هامات مؤيديه وأتباعه.

وهنا فإن الواضح لا بل المؤكد أن أردوغان ذاهب بهذا الشوط حتى النهاية وهذا إن لم يكن هناك موقف عربي جديّ وحازم، من قبل الدول المعنية، وفي مقدمتها مصر التي من المؤكد أنها تحضى بدعم عربي في هذا المجال، ومما لا شك فيه أنها هي الأكثر استهدافاً بالنسبة لكل هذا التحشيد الذي يقوم به الرئيس التركي ومعه منظومة الإخوان المسلمين وبعض “الدويلات” العربية “المتعملقة” في هذا الزمن الرديء.

وما يجب أن يقال في هذا المجال هو أن مسؤولية التصدي لتهديدات رجب طيب أردوغان وما من الممكن أن يقوم به من غزو عسكري عبر البحر الأبيض المتوسط لا تقع على عاتق الجنرال خليفة حفتر وحده، فهذا إن هو حصل وهو سيحصل، إنْ لم يكن هناك موقف عربي جدي، فإنه سيغير معادلات كثيرة في هذه المنطقة كلها وأنه سيحقق للإخوان المسلمين ومن يؤازرهم ويقف معهم الأهداف التي بقوا يسعون إليها ويعملون من أجلها منذ البدايات أي منذ نهايات عشرينات القرن الماضي.

إنه يجب ألا تُتْرك الأمور إلى أن “تقع الفأس بالرأس”، كما يقال، ولعل ما لا خلاف عليه أن هذا الاستهداف موجه إلى مصر أكثر من غيرها على اعتبار أنها اقتلعت الإخوان المسلمين من جذورهم وأنها وجهت إليهم ضربة قاصمة بالفعل عندما أنهت نظامهم الذي كان على رأسه محمد مرسي الذي لو أنها لم تُنْهه لكانت أوضاع المنطقة العربية كلها غير هذه الأوضاع الحالية.

وهكذا فإن ما يجب أخذه بعين الاعتبار هو أن أردوغان لجأ إلى مناورة مكشوفة بعقد اجتماع لـ “برلمان” بلاده للتصويت على تفويض له بإرسال قوات تركية إلى ليبيا، فالقرار هو قراره وحده والواضح أن هذا القرار اتخذ منذ أن بدأ الصراع والتناحر على هذا الجزء من البحر الأبيض المتوسط وأيضاً منذ أن جدد الإخوان المسلمون استهدافهم لمصر لاستعادة ما يعتبرونه نظامهم الذي كان على رأسه الدكتور محمد مرسي والذي تعني استعادته، وهو لن يستعاد إطلاقاً، تغيير المعادلات الحالية في المنطقة العربية كلها الآسيوية منها والإفريقية. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية