العدد 4106
السبت 11 يناير 2020
banner
ماذا يعني مقتل قاسم سليماني؟ (1)
السبت 11 يناير 2020

شاهدنا مراسيم جنازة قاسم سليماني ومن قتل معه في طهران، وإقامة صلاة الميت عليه بإمامة خامنئي ومشاركة جميع أركان حكم الملالي ومن يدور في فلك ولاية الفقيه في لبنان وفلسطين وغيرهما، لكن الحدث الأهم في المشهد هو أن خامنئي أثناء الصلاة أجهش بالبكاء على موت ابنه البارّ- إن صحّ التعبير. هذا المشهد غير معهود خلال هذه السنوات الطوال في حكم الملالي، وكان مشهداً معبّراً جداً لما يؤول إليه مصير نظام ولاية الفقيه بعد خروج قاسم سليماني من الساحة، فهذا البكاء لم يكن بكاء العاطفة أو التعبير عن المشاعر الجياشة الإنسانية، لأن خامنئي ومن معه أثبتوا أنه ليست لديهم أدنى عاطفة إنسانية.

قبل 50 يوماً عندما جاء أبناء الشعب الإيراني إلى شوارع المدن للتعبير عن استيائهم وغضبهم من تصرّفات النظام وصفهم خامنئى بـ “الخونة والأشرار” وأمر علناً وسرّاً بإبادتهم والقضاء عليهم، أين ذهبت العاطفة والبكاء آنذاك؟ وأين كانت هذه العاطفة عندما قامت قوات خامنئي بارتكاب المجازر بحق أهل السنة في العراق قبل سنوات وشيعة العراق هذا العام حيث بلغ عدد شهداء انتفاضة الشعب العراقي أكثر من 500 شخص وعدد الجرحى أكثر من ثلاثين ألفاً، منهم حوالي ثلاثة آلاف معاق، وقبل ذلك وأكثر من ذلك في سوريا حيث ارتكب الجزّارون المؤتمرون بأمر خامنئي وقاسم سليماني مجازر بحق مئات الآلاف من أبناء الشعب السوري، كما شاهد العالم في العام 2016 وبعد معركة حلب والمجازر بحق أهالي هذه المدينة أن قاسم سليماني داس بأقدامه على جثامين شهداء الشعب السوري بدخوله منتصراً هذه المدينة المنكوبة.

وإذا أردنا سرد الجرائم التي ارتكبها خامنئي داخل إيران وضد شعوب الشرق الأوسط سواء من خلال تأجيج نيران الحروب في سوريا والعراق واليمن وافغانستان أو من خلال تصدير الإرهاب إلى الكويت والبحرين والسعودية وتركيا وباكستان وسائر دول العالم سيصل عدد ضحاياه إلى ملايين، وهنا نصل إلى ما يقوله الأستاذ سيد أحمد غزالي رئيس حكومة الجزائر الأسبق من أن نظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران قتل أكبر عدد من المسلمين في العصر الحديث.

فالدموع لا تنهمر من عيون خامنئي بسبب عواطفه الإنسانية، وبالمناسبة كان بجانبه في هذه المراسم إبراهيم رئيسي الذي هو الآخر أيضاً أجهش بالبكاء، وهو من نصبه خامنئي مؤخراً على رأس السلطة القضائية، ويقال إنه مرشّح ليكون خليفة خامنئي في منصب الولي الفقيه، رئيسي كان عضواً في لجنة الموت التي أعدمت آلافا من نساء ورجال مجاهدي خلق في سجون طهران وكرج في مجزرة عام 1988، وقبل فترة أعلن أنه فخور بتنفيذ فتوى خميني في هذا المجال. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية