+A
A-

"الابتكار الاجتماعي والتحول المجتمعي" محاضرة في كانو الثقافي

ضمن التجارب الأولية لإستخدامات المبنى الجديد نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي في يوم الثلاثاء الموافق 24 ديسمبر محاضرة بعنوان "الابتكار الاجتماعي والتحول المجتمعي" للأستاذ الدكتور عودة الجيوسي رئيس قسم الابتكار وإدارة التقنية بجامعة الخليج العربي وأدارت الحوار الدكتورة سهير المهندي.

وقد أستهل الدكتور الجيوسي المحاضرة بطرح فكرة دور الابتكار بالتحول الاجتماعي ومدى استطاعة الابتكار التقني تحقيق التنمية، فبعد الحرب العالمية الثانية تم طرح اشكالية التساؤلات بهل سيقضي العلم على الفقر ويحقق التنمية بأعلى مستوياتها ويحل اشكالات التلوث، وقد طرح العلماء بعد اكتشاف القنبلة النووية أهمية ارتباط العلوم بالقيم وذلك لمحدودية العلوم، فأصبحت أخلاقيات العلم من الأمور ذات الأهمية العالية في المجتمعا،. فظهرت اهمية ايجاد الموازنة بين العلوم والتنمية الاجتماعية والاقتصادية.

وقد بين الدكتور الجيوسي اشكالية المفارقة ما بين جدلية الغنى والفقر فالمصروفات على التعليم في المجتمعات العربية كبيرة ولكن هناك تراجع وتردي في مدى جودة التعليم العام الحكومي فقد كان في السنوات الماضية يعنى ببناء الهوية والأمة وخلال العقود الأخيرة وعلى الرغم من المصروفات المهولة على التعليم والصحة إلا أن المؤشرات في هبوط وتراجع، وذلك بالترافق مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي نشرت التشتت الأسري والوحدة والانعزال الاجتماعي فأصبح الإنسان في حالة وحدة مع وجود الغنى ومع وجود التقنية نعاني من الفقر فقد كان الناس بالماضي يموتون من الجوع وفي العقود الأخيرة أصبح الناس يموتون من التخمة، وبالتالي أصبح هناك مفارقة مابين الصحة والغنى.  ومع انتشار الأزمات في 35 بالمئة من دول العالم أصبح من الأهمية وجود مشروع وهدف محدد بكل مجتمع.

وفي خضم حديثه طرح الدكتور الجيوسي أهم الحلول للاشكاليات المطروحه وهو ايجاد الهوة بين الفقراء والاغنياء وتجاوزها بالمعرفة والاستثمار بالعلم والرأس مال العلمي والبشري والفكري يؤدي إلى تخفيف هذه الهوة. وقد تم تفسير الحياة الطيبة باقترانها بالقناعة والرضا ووضح المفكرون فكرة الريادة بربطها بفكرة الإحسان فقيمة كل فرد بما يعطيه ويقدمه للعالم.  وفي الختام وضح الدكتور الجيوسي معضلة الابتكار والتي تقول بأنه اذا ابتكرت فنسبة النجاح في الابتكار قد تكون 20 بالمئة ولكن المؤسسة اذا لم تبتكر فستموت وبالتالي لابد من التحرك باستمرار نحو الابتكار. ويقوم الابتكار على فكرة تحويل الافكار إلى مؤسسات كفكرة الوقف التي تمولها المجتمعات بدل الدولة لمساعدة الابتكار المجتمعي.