العدد 4110
الأربعاء 15 يناير 2020
banner
يحمل على كتفيه مناشير الحقد على العرب
الأربعاء 15 يناير 2020

يتحتم علينا أن لا ننخدع ببساطة من الغرب الذي مازال ينظر إلى العرب على أنهم جينات غير متكاملة ولا يعرفون لبس ثوب العلم ولا يتقنون فن مخاطبة الشعوب.. هذا ما قاله لي صديق عائد قبل أيام من دولة أوروبية، حيث وقعت في يديه مجلة على شكل أوراق ملفوفة مكتوب فيها مقال مذيل باسم “أستاذ جامعي”، يصف فيه المجتمع العربي بأنه “مجتمع متخلف ولا تجمعه حوافز موحدة ولا تستفزه التحديات الخارجية بدرجة عالية، والإنسان فيه هامشي وغير فعال ويعيش التناقضات والصراعات ويفتك به سحر الظلام، مجتمع لا يعيش التكامل الفكري ويتقوقع حتى تنقشع العاصفة، ثم يعود إلى الميدان بخوفه وتخلفه وجهله، يولول ويصرخ ويشتم ويصيح ويتحرك أكثر مما يعمل ويدعي أكثر مما يؤكد”.

سألته وقفزت إلى مخيلتي صورة ذلك الأستاذ الجامعي عن ردة فعله بعد قراءة المقال العفن الذي يثير السخرية، فتنهد بصوت سمعته وأجاب: “شاقولك يا بومحمد... لقد شعرت حينها أنه رغم مرور آلاف السنين على الحضارة الغربية، إلا أن العنصرية لا تزال لها الغلبة في عدد من الدول، والفرد الأوروبي نال منه الغرور، ومن هنا يأتي الشعور بالتعالي على الآخرين والسخرية منهم، ولعل العرب أكثر من تعرض للسخرية من أولئك الأقزام والمرضى من هم على شاكلة أستاذهم الجامعي الذي من المؤكد أنه يتابع أسطورته وحقده أمام طلابه في أي حقل كان”.

ما دار بيني وبين الصديق يذكرني بإحدى قصص يحيى حقي، فالبطل كان يحمل بعض فتات الخبز من أكوام القمامة ويذهب بعيدا عن الناس ويأكل، وحينما يعود يقول لصاحبه كنت في مهمة خطيرة، وهذا الوصف ينطبق على ذلك الأستاذ الغبي الذي يحمل على كتفيه مناشير الحقد على العرب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .