العدد 4110
الأربعاء 15 يناير 2020
banner
دولة هزيلة... بالفعل
الأربعاء 15 يناير 2020

خلافاً لاستعراضات القوة التي تمادت في إظهارها في العراق وسوريا وأيضاً في لبنان وبعض اليمن، فقد ثبت أن دولة “الولي الفقيه” نمرٌ من ورق، وأن هجماتها التي استهدفت الأميركيين في العراق كانت استعراضية، وأن صواريخها التي ضربت أهدافاً أميركية في بغداد كانت مجرد ألعاب نارية، وهذا خلافاً لكل ما ردده الأتباع والمرتزقة. لقد كان هناك اعتقاد، روّج له المصابون بعمى الألوان، بأن إيران ليست دولة عالم ثالث، وأنها دولة عظمى بمستوى الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والصين، وأنها “إن وقعت الواقعة” ستمرغ أنف دونالد ترمب بالتراب وأنها ستكسر ظهر الإمبريالية الأميركية، وأنه “لبيك يا فلسطين”، ثم إن ما عزز هذا كله وجعل البعض ينضمون إلى من كانوا قد بادروا مبكراًّ إلى أن يستظلوا بالخمينية وبما اعتبروه انتصارات كاسحة حققها حراس الثورة إن في عهد قاسم سليماني ومن قبله في العراق وسوريا وأيضاً في لبنان، وفي الحقيقة في ضاحية بيروت الجنوبية وفي بعض اليمن الذي كان في يوم من الأيام في منتهى السعادة.

والمفترض أنه معروف أن الانتصار الذي حققته إيران في العراق هو انتصار أميركي كان عنوانه إسقاط نظام صدام حسين، والمعروف أن الولايات المتحدة في عهد بوش الابن هي من فتحت الحدود العراقية أمام الإيرانيين وأمام أرتال حراس الثورة والجيش النظامي، وهكذا أصبح هذا البلد العربي محتلاً وأصبحت للمحتلين ميليشيات مسلحة وأصبح كل شيء في بلاد الرافدين إيرانياً وملحقاً بطهران. وأما بالنسبة لسوريا فإن المعروف أن نظامها فتح أبوابها بالطول والعرض للإيرانيين بكل تشكيلاتهم العسكرية والمذهبية و”الميليشياوية”، وبالطبع للروس ولاحقاً للأتراك ولـ “ميليشيات” حزب الله اللبناني الذي أخضع لبنان كله لضاحيته الجنوبية، والمعروف أيضاً أن الحوثيين سيطروا على جزء من اليمن بلعبة بائسة لعبها الرئيس علي عبدالله صالح ودفع حياته نتيجة لها.

وهكذا فإن ما ثبت خلال الأيام القليلة الماضية هو أن عضلات هذه الدولة “كرتونية” بالفعل، وأنها فعلاً نمر من ورق وأنها لم تستطع السيطرة على جنازة بطلها “الطرزاني” قاسم سليماني التي سقط خلالها أكثر من خمسين قتيلاً وأكثر كثيراً من أضعاف هذا الرقم من الجرحى، وأن “هجمتها” الصاروخية على الأهداف الأميركية كانت مجرد لعبة نارية.. ثم ولعل ما أثبت هزال هذه الدولة أيضاً هو أن قواعدها العسكرية المحيطة بطهران بادرت عشوائياً إلى إطلاق صواريخها على طائرة مدنية أوكرانية وكانت النتيجة تدميرها وقتل كل من كان فيها وعددهم 176 راكباً من جنسيات مختلفة، ثم إن المعروف خلافاً لتصورات أتباع “الولي الفقيه” أن العراقيين يعتبرون أن وجود الإيرانيين في وطنهم احتلال وأنه لابد من التخلص من هذا الاحتلال وهذه مسألة باتت واضحة ومعروفة. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية