العدد 4110
الأربعاء 15 يناير 2020
banner
منتخباتنا الكروية.. تفتقد الهوية!
الأربعاء 15 يناير 2020

لم يكن من المستبعد لدى البحرينيين أن يخسر منتخبنا الأولمبي سباق التنافس على بطاقة التأهل لأولمبياد طوكيو ٢٠٢٠ الذي بدأه بـ “تسونامي تايلند”!

ببساطة لم يكن هناك شعور لدى كثيرين في البحرين بأهمية البطولة التي يشارك فيها “الشقيق الأصغر” للمنتخب الوطني الأول، والمتمثلة في كأس آسيا تحت ٢٣ سنة.

وربما يوجد القليل فقط ممن تشعر أنهم يتابعون عن كثب مشوار المنتخب الأولمبي في البطولة الآسيوية التي تعتبر الاستحقاق الأبرز للكرة البحرينية بعد الفوز بخليجي ٢٤.

هذا لا ينفي وجود اهتمام شعبي ورسمي بالمنتخبات عموما، فقد جرى العرف في البحرين أن تكون القلوب مع المنتخب في أي استحقاق يخوضه، لكن زخم الاهتمام الرسمي والشعبي يتزايد حسب النتائج، فكل ما تقدم المنتخب بإيجابية، كلما جذب له مزيدا من المتابعين.

هذا بالضبط ما حدث في كأس الخليج ٢٠١٩ عندما ولد “الأحمر البطل” أثناء البطولة التي كان قاب قوسين أو أدنى من أن يودعها باكرا.

وقبل ذلك في بطولة غرب آسيا التي كسر فيها منتخبنا كل التوقعات محققا اللقب الرسمي الأول للكرة البحرينية على الإطلاق. 

وبالعودة إلى بطولة غرب آسيا، لم يكن منتخبنا مرشحا للفوز باللقب أصلا. لكن الذي حصل شيء واحد فقط وهو التطور الواضح في عقلية اللاعبين للأفضل، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في صناعة الإنجاز الكروي.

والحقيقة أن طريقة التعاطي مع التحديات التي فرضتها منافسات كأس الخليج الأخيرة المشحونة بالضغوط النفسية والتنافسية كانت السر وراء فوز منتخبنا بهذه البطولة بعد ٥٠ سنة.

ويعود هذا الإنجاز بدرجة كبيرة إلى الدور الذي لعبه سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة من خلال تعزيز ثقة اللاعبين بأنفسهم وزرع حب التحدي في داخلهم عبر التحفيز المعنوي والدعم المباشر.

ولو تذكرون التصريح الشهير الذي أدلى به سمو الشيخ ناصر لبرنامج صدى الملاعب المتعلق بالتأهل لكأس العالم ٢٠٢٢ وما تبع هذا التصريح من طفرة كروية.

ومن خلال متابعة مسلسل الأحداث على مستوى كرة القدم البحرينية، ابتداء بالفوز في بطولة غرب آسيا مرورا بكأس الخليج وانتهاء بالخروج من بطولة آسيا تحت ٢٣ يتضح لنا التالي:

1. البحرين قادرة على التأهل لكأس العالم ٢٠٢٢ إذا تعاملت مع ما تبقى من التصفيات بعقلية “عصر الذهب” و “شعب الزعامة” التي أطلقها سمو الشيخ ناصر لتكون عقيدة اللاعب البحريني.

2. منتخبنا الأولمبي لم تخدمه الظروف كما خدمت شقيقه الأكبر مع حفظ الفوارق، فلم يحصل الفريق على الزخم الكافي الذي يستمد منه طاقته فضلا عن عجز الطاقم الفني في الحفاظ على مكتسبات خليجي ٢٤.

3. الإدارة الفنية للمنتخبات الوطنية في اتحاد الكرة يتوجب أن تكون لديها تفكير جدي في أن توحد هوية المنتخبات البحرينية عبر فكر كروي يتناسب معنا.. كما حدث مع مدرب المنتخب الأول هيليو سوزا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .