+A
A-

"اتفاق ترمب" يزعج إيران.. روحاني يعلق وترمب يثني

يبدو أن العاصفة التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، سابقاً بتجديده الدعوة إلى إلغاء الاتفاق النووي الإيراني، متحدثاً عن إمكانية عقد اتفاق جديد من دون أن تفرض طهران شروطها، أزعجت السلطات الإيرانية، وسط تصاعد التوتر بين البلدين، بعد اغتيال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني في بغداد مطلع الشهر الحالي.

ففي أحدث جولات "الصدام" رفض الرئيس الإيراني حسن روحاني، الأربعاء، اقتراح إبرام اتفاق جديد أطلق عليه رئيس الوزراء البريطاني، الثلاثاء، اسم "اتفاق ترمب" بهدف حل النزاع النووي، قائلا إنه عرض "غريب"، معتبراً الرئيس الأميركي "دائم النكوص عن تعهداته".

وقال "لا أعلم كيف يفكر السيد رئيس الوزراء هذا في لندن، يقول دعونا نترك الاتفاق النووي ونفعّل خطة ترمب".

تهديد مبطن!

وفي تهديد مبطن، تابع قائلاً "إذا اتخذتم الخطوة الخطأ فسوف تضركم. اختاروا الطريق الصحيح. الطريق الصحيح هو العودة إلى الاتفاق النووي".

إلى ذلك، طالب روحاني، في خطاب بثه التلفزيون الرسمي الإيراني واشنطن بالعودة إلى الاتفاق النووي الذي انسحبت منه في 2018.

جونسون يقترح وترمب يؤيد

وكان بوريس جونسون دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس الثلاثاء، إلى صياغة اتفاق جديد يحل محل الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 لضمان عدم امتلاك إيران سلاحا نوويا.

في حين رد ترمب فجراً مثنياً على ذلك، قائلاً في تغريدة على حسابه على تويتر: "أتفق مع جونسون على أن "اتفاق ترمب" ينبغي أن يحل محل الاتفاق النووي".

يذكر أنت الاتفاق النووي يدعو إلى رفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران مقابل الحد من برنامجها النووي.

وأعادت واشنطن، منذ انسحابها من الاتفاق، فرض عقوبات لوقف صادرات إيران النفطية في إطار سياسة "الضغوط القصوى"، من أجل إجبار طهران على قبول اتفاق أشمل يضع قيودا أكبر على نشاطها النووي ويقلص برنامجها للصواريخ الباليستية وينهي حروبها بالوكالة في المنطقة.

في المقابل، اتخذت إيران خطوات تدريجية للتراجع عن التزاماتها بموجب الاتفاق مما دفع بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى اتهامها رسميا، الثلاثاء، بانتهاك بنود الاتفاق.

"لم يمت"

من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لرويترز، الأربعاء، إن الاتفاق النووي ما زال قائما. وأضاف على هامش مؤتمر في نيودلهي "لا، لم يمت. لم يمت".

لكنه أبلغ المؤتمر أن انسحاب ترمب من الاتفاق يجعل التفاوض مع واشنطن لا معنى له.

وفي أكبر خطوة لتقليص التزامها بالاتفاق أعلنت إيران في الخامس من يناير تخليها عن كافة قيود تخصيب اليورانيوم المنصوص عليها في الاتفاق.

غضب بريطاني فرنسي وألماني

في حين ردت بريطانيا وفرنسا وألمانيا على تلك الخطوة بتفعيل آلية فض النزاع التي يشملها الاتفاق مما قد يؤدي إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران.

يأتي هذا التصعيد في الدبلوماسية النووية في وقت بلغت فيه المواجهة العسكرية بين واشنطن وطهران ذروة جديدة.