العدد 4111
الخميس 16 يناير 2020
banner
صواريخ إيران البلاستيكية
الخميس 16 يناير 2020

قُلت في بداية مقالي السابق إن الولايات المتحدة لا تريد خوض حرب مع إيران، ونشرت تغريدة سابقة للرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد ارتفاع حدة التوتر بين طهران وواشنطن عقب اعتداء ميليشيات الأحزاب العراقية الموالية لإيران على السفارة الأميركية في بغداد في 29 ديسمبر 2019، حيث قال الرئيس الأميركي ترامب (أنا أريد السلام لأني أحب السلام، وينبغي لإيران أن تريد السلام أكثر من أية دولة أخرى، لذلك لا أرى حربًا سوف تحدث بين واشنطن وإيران).

وبعد ساعات من إطلاق إيران صواريخ باليستية أو بالأحرى “بلاستيكية” على قاعدتين عسكريتين في العراق تستخدمهما القوات الأميركية هما (عين الأسد) في صحراء الأنبار العراقية وأخرى قاعدة (حرير) في أربيل بإقليم كوردستان كـ “رد قاس ومزلزل حسب ادعائها” على العملية الأميركية التي استهدفت وقتلت اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، نفى ترامب خلال رسالته الواضحة والصريحة مرة أخرى تخطيط بلاده لاستخدام القوة العسكرية ضد إيران، موضحاً أن القوة الاقتصادية التي تتمتع بها بلاده وعبر العقوبات التي تفرضها هي أفضل رادع، وختم ترامب كلمته بفتح الباب أمام إيران لـ (التفاوض)، وعبرعن استعداده لإقامة سلام مع الإيرانيين، وعليه خسر كل من راهن على وقوع حرب بين إيران والولايات المتحدة بسبب مسرحية قتل الحاج سليماني.

إيران تطلق الصواريخ الباليستية على مقر الحزب الديمقراطي الإيراني المعارض وتطلق الصواريخ البلاستيكية الفارغة على القواعد الأميركية: بحسب الصور الأولية، الصواريخ التي استخدمت في استهداف قاعدة عين الأسد في غرب الأنبار، وقاعدة حرير في إقليم كوردستان هي من نوع (فاتح 110) و(فاتح 313)، وهذه الصواريخ لها قدرة إصابة الأهداف البحرية والأرضية بدقة، وتحمل رأساً متفجراً، ويصل مداها إلى حدود 500 كم وتعمل على الوقود الصلب، الأمر الذي يمنحها سرعة في الإطلاق دون الحاجة لتحضيرات مسبقة.

الجدير بالذكر أن إيران استخدمت نفس هذه الصواريخ في ضرب مقر الحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني أثناء انعقاد مؤتمره في قضاء كويسنجق، التابع لمحافظة أربيل في أيلول 2018، ما أدى إلى استشهاد 11 كادرا قياديا وأصيب 30 آخرون بجروح من بينهم الأمين العام الجديد للحزب مصطفى مولودي والسابق خالد عزيزي، وشاركت في القصف العابر للحدود أيضا كتيبة الطائرات المسيرة في حرس الثورة.

وهنا نسأل: لماذا تستخدم إيران صواريخها البالستية ضد مواقع الأحزاب الإيرانية المعارضة وتقتل كبار معارضيها في حين تستخدم صواريخها البلاستيكية ضد المواقع الأميركية في العراق؟. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية