+A
A-

أسود هزيلة تتضور جوعا في حديقة حيوانات تصدم السودان

تحولت أسود هزيلة تتضور جوعاً داخل أقفاص في حديقة القرشي بالعاصمة السودانية الخرطوم إلى قضية رأي عام، وذلك بعد انتشار مقاطع مصورة توثق وضعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأظهرت المقاطع المتداولة أسودا ولَبُؤات في حالة من الهزال الشديد حتى نتأت عظامها بشكل واضح.

وكان الناشط السوادني، عثمان صالح ، أول من نشر صورا للحيوانات بعد أن تفطن إلى حالتها المزرية أثناء جولة قام بها في الحديقة.

وعلق عثمان على الصور قائلا: "انصدمت بوجود خمسة أسود عبارة عن جلد على عظم. وبينهم أسد على شفا الموت بسبب الجوع والإهمال".

كما بعث برسالة لرئيس الوزراء عبد لله حمدوك تستعجله وترجوه التدخل لإنقاذهم. سيطرت قصة الأسود على حديث السودانيين على مدى الساعات الماضية.

وألهجت كثير من الألسنة بالدعاء على مسؤولين في الحديقة واتهموهم بالتقاعس في أداء عملهم.

وغرد أحدهم قائلا: "مؤلمة جدا صور #أسود_حديقة_القرشي والمؤلم أكثر إنها تمثل صورة للوضع المنهار في السودان ومؤسساته".

ويبدو أن الظروف الاقتصادية العامة في البلاد أثرت على الوضع المالي للحديقة.

وقد تنصل مدير حديقة القرشي من المسؤولية، قائلا إنه "قام منذ أكثر من 3 شهور بمخاطبة مدير شرطة الحياة البرية لنقل الحيوانات آكلة اللحوم والإبقاء على آكلة الأعشاب فقط".

وعزا طلب النقل إلى "عدم قدرة إدارة الحديقة على توفير الأكل وضمان الوضع الصحي والنظافة لهذه الأسود".

وبيّن أن "الحديقة القرشي هي مجرد راعية نظريا فقط".

وعلى فيسبوك، أطلق نشطاء حملة #انقذوا_اسود_القرشي تدعو الناس إلى التبرع بالأكل والأدوية لإنقاذ السباع. كما أبدى أطباء بيطريون استعدادهم لعلاجها بالمجان. ولم تمض ساعات حتى اجتمع نشطاء من المجتمع المدني في حديقة الحيوان وهم يحملون ما استطاعوا من أدوية وطعام.

وعبروا عن استهجانهم لما آلت إليه الأوضاع في الحديقة، متسائلين عن "سر صمت منظمات الدفاع عن حقوق الحيوان".

ونتيجة للغضب الشعبي، أرسلت الجهات المختصة فريقا من شرطة حماية الحياة البرية لتقديم الإسعافات الأولية لعدد من الحيوانات المفترسة في حظائر الحديقة.

وتعد حديقة الحيوان مجرد ذكرى بالنسبة للسودانيين، علما أن بلادهم كانت تضم ثاني أكبر حديقة في إفريقيا.