العدد 4118
الخميس 23 يناير 2020
banner
المصداقية والتحريف
الخميس 23 يناير 2020

في كل يوم نتلقى أخبارا ومعلومات من جهات عديدة، قد تكون من أشخاص أو أصدقاء أو وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، والسؤال الذي يطرح نفسه، كم من تلك المعلومات الخاطئة أو غير الصادقة إن صح التعبير قد خربت بيوتا وعلاقات بين الأهل والأصدقاء وزملاء العمل وغيرهم؟

ما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع هو أنني كنت جالسًا مع عدد من الأصدقاء في أحد المقاهي، وبصراحة أجد في هذه التجمعات متعة كبيرة نظرًا للمواضيع المفيدة التي تطرح، وبصراحة وإلى جانب الإيجابيات الكثيرة في هذه الجلسات إلا أنني تفاجأت بأن أحد الأشخاص بادر بالتكلم عن شخص أعرفه تمام المعرفة! أعرفه وأعرف جهة عمله وكذلك الموظفين الذين يعملون معه، فقد أخذ هذا الشخص بالتكلم عن سلبياته فقط ولم يذكر شيئا إيجابيا عنه! والغريب في الموضوع أنه طرح قصة خاصة بهذا الشخص وصادف أنني أعرفها جيدا، بل أعرف كل تفاصيلها والمعلومات التي حصلتها كانت مطابقة منه وممن يعملون معه الذين يكنون له كل احترام وتقدير، وهو صاحب أخلاق عالية وضمير حي ومخلص جدًا في عمله.

هذا هو موضوع مقالي اليوم، هذا الشخص حرف أو لنقل لم يوصل المعلومة بشكل صحيح ومنصف! لا أدري إن كان يقصد إيذاء الشخص أم أنه فقط نقل ما تلقاه من معلومات خاطئة دون التأكد منها! وهنا تكمن المصيبة، ما حدث هو أن جميع من كان حاضرا تأثر بالطبع من هذا الكلام الذي قيل عن هذا المسؤول، وبالطبع لا ألومهم لأن ذلك الشخص نقل معلومات تخلو من المصداقية. أليس هذا إجحافًا بحق هذا المسؤول الذي يخدم جهة عمله لسنوات طويلة ويعتبر مثالًا يحتذى به، كل ما في الموضوع أن هذا الشخص نقل معلومات غير صحيحة وقد تكون صادرة من أحد الموظفين الذين عمدوا لتشويه سمعته لحاجة في نفس يعقوب!

لابد أن نكون جميعًا على قدر المسؤولية وأن نحرص على عدم نقل معلومات ليست مؤكدة، تصوروا لو أنني لم أتدخل وأصحح جميع المعلومات التي ذكرت، والحمد لله الجميع اقتنع بما ذكرته وأوضحته وذلك لسبب واحد هو أن المعلومة لم تكن كاملة والموظف عمد إلى نشر جانب من الموضوع لكسب تعاطف الناس معه! هذا النوع من الموظفين - أصحاب النفوس المريضة مع الأسف الشديد - موجود بكثرة في مجتمعنا.

خلاصة الكلام، أرجو ثم أرجو عدم نشر أية معلومة تخص أي شخص قبل التأكد منها وكما تعلمون الهدم أسهل بكثير من البناء، والله من وراء القصد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .