العدد 4123
الثلاثاء 28 يناير 2020
banner
الحرس الثوري العثماني
الثلاثاء 28 يناير 2020

على الرغم من أن الرئيس التركي أردوغان قام بالقضاء على كل معارضيه في الجيش التركي وكل من حامت حوله شبهة معارضة الرئيس، وقام بعمليات اعتقال واسعة النطاق لأعداد كبيرة من القادة والأفراد عقب المسرحية التي أخرجها أردوغان نفسه وصورها على أنها انقلاب ضده، على الرغم من كل هذه الإجراءات، إلا أنه لا يزال يخشى وقوع انقلاب حقيقي ضده.

لذلك بدأ أردوغان يفكر في حيلة غاية في الخطورة، فقد بدأ بتكوين ما يمكن تسميته بالحرس الثوري التركي محاكاة للحرس الثوري الإيراني، وهذا الحرس سيكون له نفس الدور الذي يقوم به الحرس الثوري الإيراني، من حيث حماية عرش أردوغان في الداخل وتنفيذ عمليات عسكرية في الخارج لتحقيق مصالح أردوغان في منطقة شرق المتوسط التي يطمع أردوغان في نصيب من كعكة الغاز فيها.

وسيتم تشكيل هذا الحرس الثوري الأردوغاني من المليشيات الإرهابية القادمة من سوريا والعراق، وحيث إنه تم إبقاء جانب كبير من هذه المليشيات على الأراضي التركية ليتم إعدادها لتكون بمثابة “حزب الله” جديد في ليبيا ولجعل ليبيا مثل لبنان أو بمثابة إسرائيل جديدة في قلب الأرض العربية الليبية.

أردوغان أعلن مرارا أنه سيرسل قوات إلى ليبيا، لكنه لن يرسل قوات من جيشه النظامي الموجود حاليا، خوفا من أن تكون نهايته في الخارج وفي الداخل، لكنه سيكتفي بإرسال قوات هذا الحرس الثوري الجديد عن طريق شركة ساداك الأمنية التركية، أردوغان بذلك يخدم الدنيا كلها ويضع شوكة في ظهر العرب، فأوروبا ستستريح من صداع الإرهابيين الذين كان من الممكن أن يتم تصديرهم إليها أو ابتزازها بهم.

وكأن قدر هذه الأمة أن تعيش تحت مطامع الدولتين الإقليميتين الطامعتين في خيراتها وأن تعيش بين حرسين دمويين “الحرس الثوري الإيراني والحرس الثوري العثماني”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .