+A
A-

هل كان بالإمكان أفضل مما كان يا "أحمر اليد"؟

إخفاق منتخبنا الوطني الأول لكرة اليد في الوصول للمباراة النهائية وخروجه بالمركز الرابع في البطولة الآسيوية 19 والتي اختتمت مساء الاثنين، يفتح باب التساؤلات على مصراعيه للأسباب التي أدت إلى ذلك وعما إذا كان بالإمكان أفضل مما كان بالنسبة لمدرب منتخبنا الايسلندي ارون.

إذ لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن تكون نهاية "الأحمر" بهذه الشاكلة والتي تعتبر مفاجأة غير سارة، وخصوصا إذا ما ذكرنا أن منتخبنا مرشحا فوق العادة للمنافسة على اللقب، بدليل عدم خروجه من موقعة النهائي في النسخ الماضية، وأيضا خوضه هذه المنافسات وهو منتشيا من تتويجه بطلا ذهبيا للقارة الآسيوية بتأهله لأولمبياد طوكيو.

"البلاد سبورت" يستعرض فيما يلي مسيرة منتخبنا التحضيرية للبطولة الآسيوية 19 وما صاحبتها من أمور أدت إلى الإخفاق.

إعداد متواضع 

اكتفى منتخبنا الوطني بإعداد تدريبي محلي، تخلله مباريات تجريبية مع منتخبي العراق وكوريا.

اتحاد اليد الذي تجنب خوض معسكر خارجي وتأمين مباريات في البحرين بهدف إعطاء فرصة للاعبيه المصابين والمحترفين بالتشافي والخلود للراحة، وبخلاف مواجهة كوريا، لم ينجح مسؤولوه في تأمين وانتقاء عدد المباريات التجريبية ومنها المنتخب العراقي الذي لعب معه ثلاث مباريات، لوجود فرق شاسع بين امكاناتهم وبما يمتلكه منتخبنا. وكان من الأجدر خوض مباريات عدة مع منتخبات أكثر شراسة لكي يكون منتخبنا في صورة جاهزية أفضل وأقوى مما ظهر عليها.

إصابات مؤثرة.. ولكن!

دون شك إصابة اللاعبان محمد حبيب وعلي عبدالقادر وحسن مدن التي غيبتهم فعليًا عن البطولة، مؤثرة بشكل كبيرة لما لهم من ثقل فني كبير مع منتخبنا. كما أن علي ميرزا محترف الشارقة الإماراتي لعب مجمل المباريات وهو غير جاهزا تماما للإصابة أيضا، وحسين الصياد يعتبر مجهدا من مشاركاته المحلية والخارجية مع الوحدة السعودي.

ولكن في ظل هذه الظروف التي سبقت مغادرة المنتخب للبطولة وعلى علم مدربنا ارون، "تكابر" الأخير واصر بعدم الاستعانة بعناصر مكملة لهؤلاء الذين يلعبون في الخط الخلفي (المهم) والذي وضح ضعفه وتأثره بما ذكرناه في مجمل المباريات، وكان أبرز وأسهل الحلول جلب لاعب الاهلي "الاول" صادق علي الذي استبعده بعد مباريات العراق التجريبية، ولاعب النجمة حسين بابور المميز، وهما دون شك لو كانا موجودان لكان حديثنا الآن مغايرا.

الاختيارات "تكملة عدد"

لو عدنا إلى القائمة المختارة من قِبل الايسلندي ارون وركزنا على الأسماء الموجودة عليها، لكشفنا أن هناك أسماء تواجدت "تكملت عدد" لم تجد الفرصة السانحة لإثبات نفسها وفي الوقت نفسه من الصعب المغامرة ببعضها كونها قليلة الخبرة في مثل هذا المحفل المهم والقوي.

هذه القائمة دون شك جاءت على حساب عناصر أخرى كان من المفترض أن تتواجد في البطولة وتلعب دوراً رئيسياً جانب المجموعة المعتمدة وتصنع الفارق وصادق وبابور في مقدمتهم.

علي عيد "الغائب الحاضر"

لاعب من الطراز الثقيل اسمه علي عيد لاعب النجمة والمحترف بصفوف النصر الإماراتي، تواجد في قائمة البطولة الآسيوية رسميًا ولكن فعلياً "غُيبّ" من قِبل الجهاز الفني في المنافسات بشكل ملحوظ.

في ظل ما ذكر على صعيد الاجهاد والتأثر الفني والبدني على الخط الخلفي، لم يُعطى عيد دوراً في هذا المركز رغم براعته وقوته الفنية والبدنية وخبرته الميدانية التي يشهد لها "الداني والقاصي"، وبروزه في السنوات الماضية مع النجمة قبل وبعد انتداب بعض اللاعبين، والإنجازات التي ساهم في تحقيقها واحترافه في الدوري الإماراتي أبرز دليل على ذلك.

الخلاصة

التأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة بكل تأكيد إنجاز مهم يستحق الذكر والثناء، ولكن الوقوف على حيثيات ما حدث على الصعيد الآسيوي هو الأهم، وخروجه بالمركز الرابع يعتبر إخفاق وخطوة للوراء مخيفة نتمنى أن تكون "سحابة صيف" رغم أننا نعيش في فصل الشتاء!

اللاعبون كما عهدناهم سعو لتقديم أفضل ما لديهم رغم الظروف القاهرة التي يمرون بها وقد تحاملوا على ذلك من صفاء قلوبهم وروحهم التضحوية، ولكن يُلام مدرب منتخبنا ارون في المقام الأول لعدم تضبيط حساباته الفنية قبل وأثناء البطولة، واتحاد اليد يلام أيضاً كونه لم يعد العدة للاعبين "فنياً ومعنوياً" بالشكل المثالي.. وكما يُقال "أهل مكة أدرى بشعابها"!