العدد 4131
الأربعاء 05 فبراير 2020
banner
رائد البصري
رائد البصري
الطاقة المستدامة والمحافظة على البيئة
الأربعاء 05 فبراير 2020

‎يحتاج الإنسان إلى الطاقة احتياجًا شديدًا ولا يمكنه الاستغناء عنها البتة، فهو يستخدمها في إنارة المنزل والوسائل المختلفة في البحر والبر والجو، كما يستخدمها في إدارة المصانع وفي تشغيل محطات توليد الكهرباء والعديد من متطلبات الحياة اليومية المعاصرة.

وعلى الصعيد الوطني، تتطلع هيئة الطاقة المستدامة المنشأة حديثًا بقرار ملكي بخطط حثيثة للعمل مع الجهات الحكومية والأهلية لتحقيق رؤية البحرين الاقتصادية 2030، بعدة مبادرات وطنية لتحقيق الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة ومنها مشروع محطة توبلي للتبريد المركزي وكيفية الاستفادة من تخفيض 60 % من استهلاك الكهرباء ومشروع تركيب أنظمة الطاقة الشمسية في 8 مدارس حكومية مع توسع في هذا النطاق بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، إضافة إلى مبادرة تحويل الإنارة في الطرق من الإنارة التقليدية إلى الإنارة الموفرة للطاقة سواء بالطرق العامة أو المنشئات والمنازل السكنية والحث على شراء الأجهزة الكهربائية ذات المواصفات الموفرة للطاقة التي من شأنها تخفيض فواتير الكهرباء والماء بمقدار 20 %.

وإن التحول إلى الطاقة البديلة التدريجي يتحقق بتدريب المقاولين على تركيب الصفائح الشمسية الموفرة للطاقة في المباني الحديثة، علمًا أن البحرين من إحدى الدول الموقعة على اتفاقية باريس للتغيير المناخي المحاربة لانبعاث الغازات الضارة بالبيئة كما يجب ألا نغفل عن دور المجلس الأعلى للبيئة ودوره في تقنين الملوثات البيئية مثل أكياس القمامة الضارة واستبدالها بأكياس وبمواد بلاستيكية صديقة للبيئة. وتقوم وزارة الأشغال وشؤون البلديات بتدوير النفايات المنزلية وحرقها وتحويلها إلى طاقة متجددة، علما أن قانون النظافة أصبح قاب قوسين أو أدنى من التنفيذ.

وعلى الضفة الأخرى، من المهم إبراز دور الجمعيات الناشطة في هذا السياق، فحصول جمعية البحرين النسائية على جائزة رقابة ناعمة لبيئة مستدامة ضمن 14 دولة في مشاركة إقليمية، يبين الدور الذي تلعبه الجمعية في توعية الشباب وانخراطه في برامج وورش مصاحبة عدة مثل عمل سفراء بيئيين للشباب والألعاب البيئية ضمن فعالياتها المصاحبة، وبث مفهوم التطوع ضمن حملات توعوية في مدن وقرى المملكة لخدمة البيئة.

إن تكامل الدور الحكومي مع المجتمعي يذلل العقبات والتحديات، ويجعل الطريق سالكا لتحقيق استدامة الطاقة، والحفاظ على البيئة من جهة أخرى، ومن شأن ذلك أن ينعكس على المستخدم النهائي للخدمة أو السلعة، ومدى استجابته الحقيقية للمتطلبات المعاصرة، وغرس مفهوم الترشيد وتعزيز طرق استخداماتها والحفاظ على الثروة والتقليل من تبديدها؛ لأنها ملك للأجيال القادمة.

إن الحفاظ على بيئة خضراء صحية خالية من الملوثات والانبعاثات الضارة هو حق للجميع، خصوصًا بعد إعلان المنامة عاصمة للسياحة العربية 2020، ما يعطيها طابعا جماليا بهيجًا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .