العدد 4136
الإثنين 10 فبراير 2020
banner
حرب بيولوجية... أم وجبات خفافيش!
الإثنين 10 فبراير 2020

فيروس كورونا هو حديث العالم، وكل يبكي على ليلاه وكل يفسر على هواه، فهناك من يقول إن سبب تفشي المرض هو وجبات الخفافيش التي يتناولها الصينيون، حيث إن الخفافيش تعد مأوى لآلاف الفيروسات، وهناك من يقول إن المسألة بيولوجية معلنة على دولة الصين القوية التي وصل اقتصادها إلى درجة لم تعد تتقبلها الدولة الأكبر في العالم وهي الولايات المتحدة الأميركية، ويقول مروجو هذه النظرية إن هذا الفيروس تم تخليقه في معامل أجهزة الاستخبارات بالجمع بين فيروس الأيدز وفيروس آخر، وهناك المفسرون العرب المسلمون الذين يقولون إن هذا المرض انتقام من الله بسبب اضطهاد الصين مسلمي الآيغور.

والأغرب من كل هذا أن هناك من يزعم أن الصين نفسها التي قامت بتخليق الفيروس الجديد، وأن الخفافيش التي كانت تستخدم في هذه العملية هرب بعضها من المعامل القريبة من مدينة ووهان التي تحولت إلى بؤرة للمرض بعد دخول هذه الخفافيش إليها!

ولا شك أن عدم توفر معلومات واضحة عن أي شيء خطير يخلق بيئة مناسبة للشائعات والتكهنات، لكن رغم هذا تبقى مقولة ان هذا المرض جاء نتيجة حرب بيولوجية من هذا الطرف أو ذاك مدعاة للرعب لأنها تنبئ بأن الحرب القادمة حرب بيولوجية وليست حرب صواريخ وقنابل.

الحرب البيولوجية أمر مرعب ليس فقط لأطراف الصراع، لكن للعالم أجمع، ولعلنا نتذكر في هذا السياق طرود الجمرة الخبيثة التي كان يتم إرسالها في مظاريف والتي بدأت في عام ٢٠٠١، وظن كثيرون حينها أن تنظيم القاعدة هو المسؤول عن إرسال هذه الطرود القاتلة، ثم تبين أن مصدرها عالم أميركي كان يعمل في مجال الدفاع البيولوجي، وأهم ما في هذه القصة أن طرود الجمرة الخبيثة حينها قتلت خمسة أفراد من بينهم أربعة لم يكونوا مقصودين، وهذا هو وجه الخطر والرعب في الحرب البيولوجية.

الحرب البيولوجية غير مكلفة ومع ذلك تستطيع قتل آلاف، وتستطيع تدمير العالم كله، لأن الفيروس يبقى ملك أجهزة الاستخبارات حتى يتم إطلاقه وبعدها لا يعلم مداه إلا الله.

يجب أن تتوقف الإنسانية أمام المشاهد المؤثرة التي تأتي يوميا من الصين القوية التي تستخدم كل قوتها من أجل حصار هذا الفيروس اللعين. لقد توقفت شخصيا أمام مشاهد ثلاثة: رحيل الطبيب لي وين ليانغ (34 عاما) طبيب العيون مكتشف كورونا المستجد والذي انتقل إليه الفيروس أثناء عمله، والمشهد الثاني لزوجين صينيين مسنين أصيبا بالفيروس وظهرا وهما ممسكين بيدي بعضهما في نظرة وداع أخيرة، المشهد الثالث لأم صينية تعمل ممرضة ضمن مستشفى لعلاج مرضى فيروس “كورونا”، أُجبرت على توديع ابنتها من بعيد من دون الاقتراب منها، فليتعظ العالم المتمدين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية