+A
A-

تركيا: "حيدنا" 100 من قوات الأسد رداً على مقتل 5 جنود

قصفت قوات النظام السوري اليوم الاثنين بالمدفعية موقعا عسكريا تركيا في مطار تفتناز العسكري ومحيطه بمحافظة إدلب بشمال غرب سوريا، مما أدى لمقتل 5 جنود أتراك وجرح 5 آخرين، حسب ما أكدته وزارة الدفاع التركية.

من جهته، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "مقتل 6 جنود أتراك وإصابة 7 بجروح متفاوتة" بهجوم النظام على النقطة العسكرية التركية. كما أكد مقتل أربعة من الفصائل الموالية لتركيا خلال القصف.

وقد نقلت مروحيات تركية وسيارات إسعاف تركية القتلى والمصابين إلى داخل الأراضي التركية.

كما قال مسؤولون أتراك إن القوات التركية ردت بعد الهجوم على تفتناز. وأكدت وزارة الدفاع التركية أنه تم "استهداف 115 موقعاً للنظام السوري.. وتم تحييد أكثر من 100 من قوات النظام السوري في شمال غرب سوريا".

وقالت وزارة الدفاع التركية أيضاً في بيان، إن القوات التركية دمرت ثلاث دبابات ومدفعين لقوات الأسد، كما أصيبت طائرة مروحية للنظام جراء القصف الذي نفذته.

وذكرت الوزارة أن أنقرة ستواصل الرد على أي هجمات على قواتها المتواجدة في مراكز تركية للمراقبة في أقصى شمال غرب سوريا.

يذكر أنه خلال الأسبوع الماضي قُتل 7 جنود أتراك ومدني في قصف النظام السوري في إدلب ما تسبب بتصعيد التوتر بين الطرفين.

وفي وقت سابق من اليوم، قصفت القوات التركية والفصائل السورية الموالية بشكل مكثف مواقع النظام في إدلب.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هذه القوات قصفت صاروخياً وبشكل "تمهيدي" مواقع النظام في شرق إدلب.

كما تحدث عن "قصف مدفعي تركي عنيف" على محور "سراقب النيرب"، يهدف لمنع تقدم النظام إلى طريق "حلب دمشق".

وأضاف أن "فصائل موالية لتركيا بدأت عملية في نيرب وسراقب لقطع طريق حلب دمشق الدولي".

وكان المرصد السوري قد أكد في وقت سابق أن الجيش التركي يستعد لشن عملية عسكرية واسعة ضد قوات النظام بعد نشر آلاف الجنود والآليات في ريفي إدلب وحلب خلال الأيام الماضية. وكانت أنقرة قد هددت مؤخراً بالرد على أي تهديدات تطال نقاطها العسكرية في سوريا.

مقتل 9 مدنيين بغارة روسية بريف حلب

في سياق متصل، قُتل تسعة مدنيين على الأقل في غارات روسية استهدفت قرية في شمال غرب سوريا، في وقت تواصل قوات النظام عملياتها العسكرية في المنطقة.

وأفاد المرصد السوري أن "طائرات حربية روسية استهدفت بعد منتصف ليل الأحد الاثنين قرية أبين سمعان المكتظة بالنازحين في ريف حلب الغربي" المحاذي لمحافظة إدلب في شمال غرب البلاد، ما أسفر عن مقتل "تسعة مدنيين بينهم ستة أطفال، وإصابة 20 آخرين بجروح".

وقُتل 5 مدنيين آخرين في غارات جوية للنظام على بلدة الأتارب غرب حلب. كما قُتل مدني في قصف مدفعي على مدينة جسر الشغور جنوب محافظة إدلب.

وتأتي الغارات غداة مقتل 20 مدنياً في قصف جوي شنته طائرات لروسيا وللنظام السوري مستهدفةً مناطق تسيطر عليها "هيئة تحرير الشام" ("جبهة النصرة" سابقاً) وفصائل أخرى في محافظتي إدلب وحلب المحاذيتين.

وفي كانون الأول/ديسمبر، بدأت قوات النظام بدعم روسي هجوماً واسعاً في مناطق في إدلب وجوارها تسيطر عليها "هيئة تحرير الشام" وفصائل أخرى أقل نفوذاً.

وأسفر الهجوم حتى الآن، وفق المرصد، عن مقتل أكثر من 350 مدنياً. كما دفع، بحسب الأمم المتحدة، 689 ألف شخص إلى النزوح من مناطق التصعيد في إدلب وحلب باتجاه مناطق أكثر أمناً قرب الحدود مع تركيا.

التركيز على طريق "حلب دمشق"

وتركز الهجوم على ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي ثم على ريف حلب الغربي والجنوبي الغربي المجاور، حيث يمر الطريق الدولي "إم. 5" الذي يصل مدينة حلب بالعاصمة دمشق، ويعبر مدناً رئيسية عدة من حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن.

واستعادت قوات النظام الأسبوع الماضي كامل الجزء من الطريق الذي يمر من محافظة إدلب، وتركز منذ ذلك الحين عملياتها على ريف حلب الجنوبي الغربي، وبات كيلومتران فقط يفصلانها عن السيطرة على الطريق بالكامل.

ومحافظة إدلب وأجزاء محاذية لها من محافظات حلب واللاذقية وحماة مشمولة باتفاق روسي تركي يعود إلى العام 2018 نص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مواقع سيطرة قوات النظام والفصائل، وعلى فتح طريقين دوليين، بينهما طريق حلب دمشق.

إلا أن الاتفاق لم يُنفذ لأن أي انسحابات لمقاتلي "هيئة تحرير الشام" لم تحصل، فيما استأنف النظام السوري هجماته على مراحل.

فشل المفاوضات الروسية التركية

ولم تتوصل تركيا وروسيا إلى تفاهمات جديدة لوقف إطلاق النار في إدلب. وأعلِن إرجاء اللقاء الذي جمع الطرفين في أنقرة، السبت، إلى الأسبوع المقبل دون الخوض بالتفاصيل، غير أن مصدراً في المعارضة السورية أكد فشل المفاوضات في مرحلتها الأولى، ذلك أن موسكو طرحت خارطة جديدة لمنطقة خفض التصعيد تمتد من الحدود التركية السورية حتى عمق 30 كلم.

كما أصر وفدها على استكمال العمليات العسكرية إلى حين السيطرة على كامل الطريقين الدوليين "حلب – اللاذقية" و"حلب – دمشق"، مع الاحتفاظ بجميع المناطق التي دخلتها قوات النظام على جانبي الطريقين. لكن أنقرة، وفق المصدر، رفضت العرض الروسي، وأصرت على الالتزام بمخرجات اتفاق سوتشي، مشددةً على ضرورة انسحاب قوات النظام إلى ما وراء النقاط التركية التي حددتها المعاهدة.

وما يؤكد فشل المحادثات التهديدات التي أطلقها المتحدث باسم الرئيس التركي فخر الدين ألتون عقب اللقاء حين هدد بالرد على أي استهداف سيطال المواقع العسكرية التابعة لبلاده في إدلب.

تعزيزات وتهديدات تركية

كما واصلت أنقرة تعزيز وجودها في المنطقة. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن نحو 1250 شاحنة وآلية عسكرية تركية دخلت الأراضي السورية منذ 2 يناير/كانون الثاني الماضي. كما دخل جنود أتراك إلى حلب وإدلب في ذات الفترة وقدر عددهم بأكثر من 5000 عنصر.

وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم: "أعلمنا روسيا أننا سنتخذ الخطوات اللازمة إن لم يوقف النظام هجماته على إدلب".

كما قال جاويش أوغلو عن مباحثات الوفد الروسي في أنقرة حول إدلب: "لو كان هناك توافق في الاجتماع السابق لما احتجنا إلى اجتماع اليوم. إن لم يتم التوصل إلى نتيجة من المباحثات الحالية (بين الوفدين التركي والروسي) يمكن أن يعقد لقاء بين (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان و(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".