+A
A-

البرلمان الأوروبي يتحرك لمواجهة "ختان الإناث"

بأغلبية 612 صوتًا بأكثر من 651 صوتًا، وافق أعضاء البرلمان الأوروبي اليوم الأربعاء على قرار جديد يدعو إلى تعزيز المعركة ضد تشويه الأعضاء التناسلية للإناث وتوفير الرعاية للفتيات اللواتي خضعن لهذه التجربة القاسية.

يقول الإيرلندي فرانسيس فيتزجيرالد عضو البرلمان الأوروبي: يجب على القادة السياسيين تكثيف جهودهم من أجل الوقوف في وجه هذه الجريمة المروّعة بحق النساء التي ستحدث فارقاً مدمّراً في حياتهنّ.

يدعو القرار الأوروبي الدول الأعضاء إلى العمّل لدفع دول العالم الثالث من أجل حظر تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، وإذا لم يصار إلى اتّخاذ إجراءات عملية وسريعة فإن ثمة 68 مليون فتيات هنّ في دائرة خطر التعرّض لعملية تشويه الأعضاء التناسلية خلال العقد الجاري.

ما هو "ختان الإناث"

"ختانُ" الإناث عبارة عن إزالة جزئية أو كلية للأعضاء التناسلية الخارجية للأنثى، وهي عملية تنطوي على أضرار جسدية ونفسية تلازم المرأة طوال حياتها، فضلا عن مشكلات صحية تصاب بها الفتيات كالالتهابات والخرّاجات وكثير منهنّ أصبن بالعقم جرّاء "الختّان"، هذه العملية التي تسميها منظمة الصحة العالمية "تشويه الأعضاء التناسلية".

وتنتشر ظاهرة "تشويه الأعضاء التناسلية" للنساء في عشرات الدول الأفريقية والشرق أوسطية، كما تتم في بعض الدول الآسيوية وأمريكا اللاتينية وفي أوساط المهاجرين الذين يعيشون في في البلدان الغربية.

وتختلف عملية "الختان" من مجتمع لآخر، وغالباً ما تخضع الفتيات لهذه العملية في سنّ الخامسة وتتمّ من دون استخدام مخدر بواسطة سكين حاد أو شفرة وسط طقوس اجتماعيةـ.

خادي كويتا، ناشطة سنغالية في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، كانت خضعت لعملية تشويه الأعضاء التناسلية وهي صغيرة، ومنذ ذلك الحين أصبح مكافحة هذه الظاهرة المرعبة قضيتها الرئيسة.

"وجع لا يكاد يفارقني"

تقول خادي كويتا لـ"يورونيوز": "لقد اتّخذت قراراً بأن أقوم بحملة ضد تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، لأنه في ثمانينيات القرن الماضي، وتحديداً في العام 1982، توفي عدد كبير من الفتيات (جرّاء العملية)، ومن بينهنّ رضيعةٌ لم يكن يتجاوز عمرها الثلاثة أشهر، لقد اصطبغ جسدها بلون الدم جرّاء النزيف الذي أحدثته العملية، أثار ذلك في نفسي وجعاً لا يكاد يفارقني خاصة حين أتذكر تلك الواقعة".

المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين كان أكد أن تشويه الأعضاء التناسلية للأنثى لا يضر بصحة النساء والفتيات ورفاههن فحسب، بل هو أيضا عمل من أعمال العنف البشعة. لا يوجد تبرير مقبول لهذه الممارسة - أي سبب ثقافي أو ديني أو طبي على الإطلاق"، على حد وصفه.

اليوم العالمي لعدم التسامح إزاء تشويه الأعضاء التناسيلة"

ويُقدّر عدد النساء اللواتي تعرّضن لشكل من أشكال تشويه الأعضاء التناسلية بـ200 مليون في العالم، حسب منظمة الأمم المتحدة التي لم تبرح تدعو وقف هذه الممارسة، خاصة في "اليوم العالمي لعدم التسامح إزاء تشويه الأعضاء التناسيلة للإناث" الذي يوافق السادس من شهر شباط/فبراير الجاري.

وتشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن نحو 600 ألف إمرأة تعيش في دول الاتحاد الأوروبي تعرّضت لعملية تشويه الأعضاء التناسلية، فيما ثمّة 180 ألف أخريات هنّ ضمن دائرة الخطر.

"خطط لإقامة حفلة لكِ خلال العطلة"

الناشطة كويتا التي غالباً ما تقوم بزيارة المدارس وتعمل على التعريف بمخاطر تشويه الأعضاء التناسلية خاصة في أوساط الطالبات اللواتي بعضهنّ يتعرّضن لعملية بتر لأعضائهنّ التناسلية حين يعودون في أيام العطلات إلى بلدانهن الأصلية.

تقول كويتا: "بعد ما نتحدث إلى الفتيات، ثمّة بعضٌ منهن يبدين رغبة في الحديث عن تجربتهن الشخصية ويستفسرن إن كان هناك إمكانية لنمد لهنّ يد المساعدة، ذلك أنهن سمعن آباءهنّ يخططون لرحلة إلى أفريقيا ويقولون لهنّ "نحن نخطط لإقامة حفلة لكِ خلال العطلة".

مشفى في بلجيكا

وفي بلجيكا هناك مشفى يمكن للمرأة التي خضعت لعمليات تشويه أعضاء تناسلية بالحصول على مساعدة، من ناحية الدعم النفسي وكذلك إجراء عمليات جراحية لترميم أماكن التشوه.

ويقدم الطبيب البلجيكي مارتين كايلت شرحاً لـ"يورونيوز" عن تداعيات عمليات البتر المختلفة التي تتمّ بحق الفتيات في كثير من المجتعات، يقول: ثمّة عدة أنواع من عمليات تشويه الأعضاء التناسلية، من بينها قطع البظر بشكل جزئي أو كلي إضافة إلى المنطقة الجلدية المحيطة به.

ويضيف مارتين بأن في بعض الحالات يتمّ استئصال البظر بشكل كلي أو جزئي ويتم أيضاً استئصال الشفرين الصغيرين المحيطين بالمهبل، وفي حالات أخرى يتم قطع الشفرين ثم تخييطهما بحيث لا يترك سوى فتحة صغيرة، يمر منها البول وسوائل الطمث، وثمّة حالات يتم فيها كي البظر أو ثقبه.