+A
A-

بعد غضب روسي.. تركيا: سنضرب حتى "النصرة"

بعد الانتقادات الروسية التي طالت تركيا، الأربعاء، متهمة إياها بالفشل في تنفيذ اتفاق سوتشي، وابعاد المتطرفين أو لجمهم في إشارة إلى "هيئة تحرير الشام" (النصرة سابقاً) وهي الفصيل الأقوى في إدلب، أكدت أنقرة الخميس، أنها مستعدة لضرب "الإرهابيين" في المحافظة الواقعة شمال غرب سوريا، إذا لم يحترموا وقف إطلاق النار في المنطقة.

في التفاصيل، أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الخميس، أنه سيتم استخدام القوة في إدلب ضد من لا يحترمون وقف إطلاق النار، بمن فيهم المتطرفون بإشارة منه إلى "جبهة النصرة" المتواجدة بالمنطقة، وفي تهديد واضح بأن الجيش التركي سيتحرك ضد أي تهديد يطاله بعدما خسر 13 جندياً في قصف سوري خلال الأيام العشرة الماضية.

روسيا: "لا دخل لنا"

وجاء كلام أكار بعد اعلان وزارة الدفاع الروسية أن الاستفزازات المستمرة من جانب الفصائل المسلحة هي من دفعت قوات النظام إلى القيام بعمليات، بهدف ضمان الأمن في المناطق الخاضعة لسيطرة الأسد، معتبرة "نشاط" هيئة تحرير الشام والفصائل التابعة لها أفشل الجهود التي تبذلها روسيا ودمشق بهدف تخفيف حدة التوتر في إدلب.

كما اعتبرت الوزارة أن نجاحات قوات النظام السوري في إدلب سمحت بإنشاء منطقة آمنة هناك تنص عليها مذكرة سوتشي، بعد أن فشلت تركيا في تنفيذ هذه المهمة.

بدوره اتهم الكرملين أنقرة بعدم القيام بأي خطوة لتحييد الإرهابيين في إدلب، بحسب تعبيره.

تركيا: سنضرب

يشار إلى أن محافظة إدلب تشهد منذ أيام، صراعاً أو اختبار قوة روسياً تركياً احتدم مؤخراً إثر فشل المفاوضات بين الطرفين، بهدف تهدئة الأوضاع الميدانية بين قوات النظام السوري والفصائل المدعومة من أنقرة شمال غربي سوريا، حيث أتى كلام أكار تأكيدا لما ذكره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء، عن أن الجيش سيوجه ضربات جوية أو برية لقوات النظام في أي مكان داخل سوريا إذا أصيب أي جندي تركي آخر بسوء، بعد مقتل الجنود.

في المقابل، أشار المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إلى أن تركيا لا تلتزم بالاتفاقات التي أبرمتها مع روسيا لتحييد المسلحين المتطرفين في محافظة إدلب.

وأضاف أن الهجمات على قوات النظام والقوات الروسية ما زالت مستمرة في المنطقة، مؤكدا أن موسكو لا تزال ملتزمة بالاتفاقات مع أنقرة، لكنها تعتبر أن الهجمات في إدلب غير مقبولة وتتنافى مع الاتفاق مع تركيا.

آلاف النازحين

يذكر أن روسيا أبرمت اتفاقاً مع تركيا عام 2018 لإقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب، لكن ذلك الاتفاق وغيره من الاتفاقيات بين البلدين تعرضت لضغوط مع تزايد التوتر في المنطقة.

وفي كانون الأول/ديسمبر، بدأت قوات النظام بدعم روسي هجوماً واسعاً في مناطق في إدلب وجوارها التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى معارضة أقل نفوذاً. وأدى هذا الهجوم إلى نزوح الآلاف من سكان المحافظة، ما دفع المنظمات الدولية والأمم المتحدة من التحذير من تلك المأساة الإنسانية.