لقد وضع سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه بمشروعه الإصلاحي وميثاق العمل الوطني السمات الأساسية العظيمة في شخصية البحرين وسياق مواقفها عربيا ودوليا، وأمدنا ميثاق العمل الوطني بزخم الثقة والشمولية، ما عزز مسيرة البلاد ورفعة شأنها وتحقيق الكثير من الإنجازات.
قال جلالته حفظه الله ورعاه بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة عشرة لإقرار ميثاق العمل الوطني: (في هذا اليوم التاريخي المجيد، نستذكر بكل الفخر الوقفة الوطنية المشرفة لشعب البحرين العزيز والتي كانت انطلاقة واعدة في مسيرة التحديث الشامل لمؤسسات الدولة وسلطاتها الدستورية، وجاءت ملبية لتطلعات أهل البحرين بإجماع غير مسبوق، جسّد الهوية البحرينية الجامعة والمتطلعة للتطوير والتقدم الحضاري. وأكد جلالته رعاه الله أهمية التمسك بجوهر ومبادئ ميثاق العمل الوطني بالمحافظة على ما تحقق، ومواصلة العمل المخلص للبناء على مكاسبنا وإنجازاتنا الوطنية).
إن لميثاق العمل الوطني دورا قياديا ونظرة متجددة للحياة ومفردات الواقع والعصر، وكل الخصائص التي قلبت المقاييس التقليدية في التوقعات والتحليل، حتى أصبحت مملكة البحرين نموذجا يحتذى به في كل الساحة العالمية، في استقرارها ووحدة شعبها وتقدمها على كل الأصعدة والوفاء والحب والوئام، وطموحات أبنائها التي لا تتوقف عند حد معين والبذل وتحدي المستحيل.
في هذا البلد العزيز تجتمع الريادة والبطولة وشمولية المعرفة، شعب يستمد كيانه من كيان الآباء والأجداد ومفاهيمهم ومواريثهم وقيمها، وهو من أجل ذلك شيء مستقل في جوهره لا يستورد ولا يقتبس، ويتصف بأروع مظاهر الولاء والوفاء والعمل المخلص وحمل الأمانة والالتزام والترابط، وعن ذلك يقول سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه في إحدى المناسبات (إن كل إنجاز ونجاح يتحقق في مملكة البحرين هو نتاج للتعاون ووحدة الكلمة والتماسك الذي يميز أبناء البحرين ويدفعهم باستمرار إلى التفاني في خدمة الوطن وترسيخ مكانته).