العدد 4156
الأحد 01 مارس 2020
banner
“الصحة” في زمن الكورونا
الأحد 01 مارس 2020

على الرغم من حالة الرعب و”الترعيب” التي تستبد بالعالم جراء “كورونا”، إلا أننا لا نكاد نلمس دورا لمنظمات البيئة الغربية على ما بلغته من قوة وبأس، وكأنه لا صلة البتة لتلوث البيئة باحتضان الفيروس وتفقيسه وتكاثره، رغم ما يشكله الأمر من فرصة تاريخية نادرة لتكثيف حملاتها ضد التلوث وللتوعية البيئية، دع عنك جماعات البيئة العربية والمحلية، فهذه جميعها اعتدنا على بياتها الشتوي الطويل، حتى تكاد وزارة الصحة تخوض المعركة وحدها ضد الفيروس في غياب أهم حليف مفترض لها (جمعيات البيئة المحلية إذا كانت موجودة!).

وإذ نُحيي ما تفضلت به الوزيرة فائقة الصالح من رد على أحد النوّاب، مدّعم بأرقام عن مخالفات في المؤسسات الصحية، فإننا نتطلع إلى تدارس تلك الأرقام عما إذا كانت اعتيادية خلال عام واحد، أم يحتاج الأمر إلى مضاعفة أدوات الضبط وتكثيفها للحد منها لئلا تشكل ضرراً على المواطن صحيا ومعيشيا، وحسب رد الوزيرة فقد بلغ إجمالي المخالفات 1519 مخالفة في العام الماضي فقط، منها 266 مخالفة تتعلق بالنفايات الطبية، و228 في اشتراطات التعقيم، و220 في اشتراطات سلامة الأجهزة الطبية و962 مخالفة للصيدليات، منها 369 تتعلق بالأدوية و71 مخالفة في ترخيص الكوادر الطبية.

ولا نعرف هل اطلع نوابنا جميعا على هذه الأرقام المقلقة، ولكن نخشى أن تكون قد مرت على بعضهم أو كلهم مرور الكرام دون تمحيص وتقليب للتمعن فى مدى خطورة دلالاتها، فنحن نتحدث عن مخالفات تتعلق بصميم حياة المواطنين وأحوالهم المعيشية، وأياً كان الأمر فإنه إذا ما تمكنت الوزيرة وقطاعها من تقليل تلك الأرقام إلى النصف خلال العام الجاري، فإن ذلك يُعد بكل المقاييس إنجازا مشرفا يُحسب لها وتُشكر عليه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .