العدد 4163
الأحد 08 مارس 2020
banner
الأرشيف العتيد 2
الأحد 08 مارس 2020

سبحان الشافي، سبحان المعافي، سبحانك ربي، لا أشبه الليلة بالبارحة، ما كنا فيه بالأمس، وما أصبحنا عليه اليوم، كنا نضرب أخماسًا في أسداس، عندما ضرب “كورونا” الباب ودخل إلى بيوتنا فيروسًا أو وهمًا أو ذعرًا، أو احترازًا من دون استئذان، وما أحلانا في هذا اليوم الذي نصحو فيه وعدد من مواطنينا يشفون من الكابوس اللعين، يختلطون بذويهم من دون صداع ولا كحة ولا ضيق في التنفس ولا يحزنون.

إنه الموقف الشعبي والمؤسسي بعد الامتثال للقرارات الشجاعة التي اتخذها ولي العهد الأمير سلمان بن حمد حفظه الله ورعاه، وتلك التي دعا فيها بمباركة عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد حفظه الله ورعاه، كل مفردات الوطن، ومختلف مؤسساته الشعبية والرسمية للوقوف صفًا واحدًا في وجه الهجمة الشرسة التي تسللت إلى بلادنا خلسة وتحمل اسم فيروس “كوفيد 19” أو كورونا الذي ضرب الكرة الأرضية عن بكرة أبيها.

مبادرة سمو ولي العهد، مباركة جلالة العاهل ووقفة الشعب الوفي تؤكد صحة ومتانة البنيان المرصوص الذي وضع لبنته الصلبة، وأرسى معالمه الأصيلة والد الجميع الرئيس القائد سمو الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه.

إن دل ذلك على شيء إنما يدل على أن بحريننا الغالية تتجلى دائمًا وتثبت بما لا يدع مجالًا للشك أنها تقوم من كل وعكة طارئة أقوى مما كانت، وأنها تنهض من كل منعطف وكأنها سد منيع تجاه الأزمات، وتخرج من كل نفق وهي أكثر منعة، وأصدق وعدًا، وأعمق حسًا بالتحدي.

إن مملكة البحرين كانت ومازالت هكذا وحدة عضوية واحدة قادتها وحكومتها ومؤسساتها وشعبها، جميعهم جميعهم يخوضون منذ نعومة أظافر هذه الأمة المعارك والاختبارات، حالات عدم التأكد وضعف التيقن والشائعات، لكن شعبها الوفي، وقادتها الحكماء يفهمون في لغة الإشارة والعبارة والعيون عند الحديث مع شعبهم، ويدركون تمام الإدراك بأن “كورونا” وخلافه، وأن التحديات الوافدة وتلك التي يتم إنتاجها من القريب البعيد الخالي من المسؤولية، تنكسر شوكتها وهي على هضاب بلادنا، تختفي طلتها من أول ظل صعب يحاول التخفي تحت جلودنا، أو وسط سواترنا البشرية، أو عند ضفاف شواطئنا الأبية.

“كورونا” مجرد مرض عابر للحدود أتى إلينا مثلما وصل إلى غيرنا، استقبلناه بالإرادة القوية والعزيمة المباغتة، والحصانة الشعبية الفتية، رغم كل ما يُقال وكل ما يُثار عن شراسة المرض في مطلع هبته، وعن آثاره وتداعياته على صحة البشرية، وعن آليات التعامل معه، ومستوى الخدمات المطلوبة، وحقيقة التشخيص الدقيق مع كل حالة مشكوكًا في صحتها.

رغم كل هذه الجلبة، ورغم هذا الجبروت البيولوجي القادم من “مجهول” والمقيد ضد “مجهول”، إلا أننا لم ننتبه لهذا أو ذاك، استمعنا من قبل لوصايا سمو الأمير خليفة بن سلمان، ومشينا اليوم، على سراطه وسجاياه، فكان سمو ولي العهد منطلقًا من أرضية أكثر رسوخًا عند مواجهة الشدائد على كل حال، وأصبحت المباركة الجليلة من جلالة العاهل الكريم دليلًا جديدًا على سلامة الانطلاق من المنصة التاريخية الرصينة، ومن الثوابت الوطنية الأصيلة، ومن العلامات المحفورة بأحرف من نور على أرض مفعمة بوحدة وطن، والمرسوم طريقها من رائد نهضة نتطلع إلى أن يعود إلينا سالمًا معافى من رحلته الاستشفائية بالخارج ومعه رمز الوفاء والإجلال الابن الوفي، سمو الشيخ علي بن خليفة أعادهما الله إلى أرض الوطن غانمين ظافرين، بالعزة والصحة والشفاء الدائم بإذن الله.

حفظ الله قادتنا.. حفظ الله شعبها.. حفظ الله البحرين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .