العدد 4165
الثلاثاء 10 مارس 2020
banner
كما ترانا الكورونا
الثلاثاء 10 مارس 2020

في ظل ماترتب عليه تفشي فايروس كورونا من حالة العزل والانعزال قبعت وقاية منه في المنزل ، وأصبحت أكثر عرضة للعالم  مما لو كنت بالخارج، فما نقرأه من أخبار وأحداث حول العالم صحيحة كانت أو مغلوطة تجعل هذا الفيروس الصغير، يبدو وكأنه حاصر العالم وجعله أضيق من غرفتي.

الشاهد أن جميع أهل الأرض بمختلف أعراقهم وأجناسهم وطوائفهم وأديانهم وألوانهم هم في عين هذا الفيروس متساوون، لا يصيب أحدنا ويترك الآخر إلا بمشيئة الله.

وبينما مازال البعض مصرا على التحفظ على حقائق يجرم حفظها، بهدف عنصرة الأحداث والتربح من وراء هذا الابتلاء، وتوزيع الإشاعات والاتهامات وخلق مدن من الأشباح، إلا أن النجاة من الموت والتمسك بالحياة النزعة الوحيدة التي تومئ عندها جميع الرؤوس وفي ظلها ترى العالم قد استغنى عن الكماليات والبدع والتصنيفات التي فرضتها البشرية على نفسها ولا يتمسك سوى بأساسيات الحياة وهذه حقيقة ساخرة لا تثبت سوى تفاهة بني البشر أمام أقدار الله. هذه الحقيقة وغيرها من الحقائق، نحن ندركها ولا نختلف فيها إلا أنه صار مسلما بها، وقابعة في مؤخرة العقل اللاواعي، لذا حري بمثل هذه الأحداث أن تستجلبها من مخبئها.

وبعيدا عن المثالية ونزولا إلى الواقع؛ إذا ما اطلعنا على تاريخ الأوبئة على مر العصور سنرى أنه يعكس بطريقة أو بأخرى تكرار السلوك البشري ذاته الذي يبدأ بالتخبط والشائعات المغرضة جنبا إلى جنب مع الترنح الاقتصادي وانحسار حركات التنقل والتواصل العالمي درءا لانتشار الوباء الذي يقودهم قصرا إلى النظر إلى المسألة من منظور موضوعي وإنساني بحت للحفاظ على الأرواح، وهو ما نراه الآن في بوادر التعاون التي بدأت تنشأ بين الدول وتجنيب الخلافات بهدف التصدي لهذه الأزمة العالمية.

في عمري هذا الذي لا يساوي من عمر البشرية شيئا، علمني هذا الفيروس عن البشر ما قد يستغرق عمرا كاملا لأتعلمه، ورغم أن موجة فايروس كورونا لم تحسم عواقبها بعد، ولا توجد أية مؤشرات رئيسية تصب في هذا السياق، إلا أنها لابد أن تنتهي بإذن الله، وحتى يحدث ذلك أرجو أن “نقر” ونستكين وأن تعود البشرية إلى صوابها، إلى معتقدات تذكرها الأديان ولا يذكرها تاريخ البشر حيث نرى بعضنا سواسية تمامًا كما ترانا الكورونا(نقطة)

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية