العدد 4169
السبت 14 مارس 2020
banner
من هو عدو المرأة؟
السبت 14 مارس 2020

احتفل العالم في الثامن من شهر مارس الجاري بيوم المرأة العالمي، حيث تنوعت أشكال الاحتفال ما بين رسائل على منصات برامج التواصل الاجتماعي وهدايا رمزية قدمت للنساء، وذلك تعبيراً عن تقدير العالم لما تقوم به المرأة من دور فاعل ومهم على جميع الأصعدة.

العديد من المحطات والقنوات الإعلامية حرصت على الاحتفاء بهذا اليوم، واختلفت فيها الزوايا والمنطلقات التي دارت من خلالها الأحاديث عن المرأة، لكن ما آلمني كثيراً عندما لمست في غالبيتها نبرة المظلومية أو التحدي الأرعن الذي كانت تروج له برامج كثيرة ومن استضافوهن للحديث حول المرأة بالتحديد من أطلقن على أنفسهن لقب “ناشطات نسويات”.

وجدت في حديثهن ونصائحهن للمرأة ترسيخا لحتمية مظلومية النساء دائماً وكيف أن العالم الذكوري يقف ضدها منذ سالف الأزمان، وأن نضالها لانتزاع حقوقها طريق مدمي مليء بالأشواك، وقد استرسل بعضهن في كيل التهم للرجال فصورتهم على أنهم أكبر عائق وقيد لتقدم المرأة ونيلها حقوقها وحرياتها.

لكن لا أعتقد أن مساعدة المرأة في الخروج من تلك الصعاب والتغلب عليها يكون بذلك الأسلوب الهجومي والصدامي، ففي تقديري أرى أن بؤرة المشكلة تتمثل في الجهل والتمسك بعادات ومعتقدات قديمة وخاطئة، ذلك ما يمكن التغلب عليه من خلال نشر الوعي وتثقيف الأجيال القادمة خصوصاً الذكور بأهمية دور المرأة في جميع مناحي ومجالات الحياة، ما يساعد على التغلب على الصورة النمطية والمغلوطة عن المرأة التي لا دور لها سوى القيام بمهام المنزل، وبالمناسبة فإن المرأة التي اختارت أن تقوم بذلك لا تقل قدراً عن المرأة العاملة ذات المناصب الوظيفية العليا.

دائما ما كانت العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تشاركية تكاملية لا يستغني فيها طرف عن الآخر فكما دأبت المرأة دوما على مساندة الرجل لا يمكن أن ننكر دعم شريحة كبيرة من الرجال للمرأة في سبيل نيلها وحصولها على حقوقها التي حصلت عليها في كثير من الأحيان دون أن تتكبد عناء الصدام.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية