العدد 4170
الأحد 15 مارس 2020
banner
من الأرشيف العتيد 3
الأحد 15 مارس 2020

من دون شك أن التفتيش في حقيبة الذكريات يساعدنا في العثور على دُرر تاريخية لا تنضب، على وصايا عشر لا تُخطئ عينها الفاحصة هدفها المأمول، على كنوز قيمية وفكرية وأخلاقية لا تضل طريقها نحو التخلق والتجلي والتعايش والخلود.


هكذا تقع عيناي كلما توجهت بها إلى مجلس رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه، من الحوارات والعطايا، ومن الثروات والسجايا ما يضعنا ويضع أمتنا على طريق التحليق في سماوات النماء المستدام، والوئام والالتئام.


هكذا كان مجلس الرئيس ولا يزال شعلة متقدة من المحاكاة لقضايا العصر وكل عصر، نبراس نهتدي بنوره وشلال حياة لا تنضب مياهه النقية الطاهرة أبدًا.


قبل أيام زار نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة حفظه الله الرئيس القائد في مقر إقامة سموه بألمانيا، دار الحديث حول كل شيء تقريبًا، حول شئون وشجون الوطن، حول الشفاء العاجل الذي مَنّ به الله عز وجل على سموه، وحول ما تمر به الدنيا من متغيرات وإرهاصات واحتكاكات مع طبيعة الكون المتغيرة.


هكذا نحن نقرأ من الملفات ونشاهد على الهواء مباشرة اللقاءات الحميمية للأب الرئيس مع منظومة دولته المستقرة، الابتسامة المشرقة على وجه الأب الرئيس وكأنه يحاكينا جميعًا، ويربت على أكتافنا كلنا، ويقول لنا: سيروا على بركة الله، إن المستقبل بكم ولكم، هو ما يمكن أن تلتقطه العين والقلب بين السطور، وعلى وجه النجل الوفي سمو الشيخ علي بن خليفة الذي رافق الأب الرئيس رحلة الشفاء العاجل والعودة الميمونة بإذن الله.


في جميع الأحوال وبعد البحث والتقصي، وبعد الاستشهاد بالأرشيف العتيد، والتقليب في صفحات التاريخ القريب وجدت أن الحق الذي هو فضيلة عند الرجوع ، والعدل الذي هو حقٌ لا يُراد به باطل عندما تصفو السليقة وترتبط بفطرية التعاطي مع أدق المنحنيات، هو في حد ذاته ثابت وطني أرسى دعائمه خليفة بن سلمان، وصان صرحه، أيضًا خليفة بن سلمان، ووفر لنا منصات الانطلاق، كذلك هو خليفة بن سلمان.


الأرض التي تبدو متحركة في بلدان أخرى عند مواجهة فيروس كورونا، هي ثابتة في بلادنا وتنطلق من مراحل شديدة التشابك والتراتب والبناء على ما فات.


نجدها في بلاد أخرى منساقة خلف الأحداث، في حين نجدها في البحرين وقد اكتمل بنيانها المرصوص، واصطفت منظومتها الرائعة، ووقف كل مواطن وكأنه جندي في ساحة القتال وهو يشد من أزر شقيقه المواطن، ويأخذ بيد دولته المستقرة الآمنة، كي يعبر معها هذا النفق المظلم المسمى بـ “كورونا”.


نعم.. إنها الحيطة والحذر، الملف والأرشيف العتيد، الثابت الذي أرساه خليفة بن سلمان، والمتحرك الذي يحلق به ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد حفظه الله ورعاه، ومن قبل ومن بعد تلك الرؤية الشاملة، الجامعة التي انطلقت من مشروع إصلاحي سابقًا لعصره وزمانه، وأوانه، لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، ليكتمل بذلك الشمل المؤسسي الواثق من طبيعته، من نضارة تعاطيه، وشموخ تجليه، ووسامة عليائه وأمانيه، كي نقول للعالم أجمع أننا في الشدائد أقوى وأثبت، وفي المحن أقدر وأصلب، وأمام الطوفان ثبات ورسوخ، وعمران وشموخ.


حفظ الله قادتنا، حفظ الله شعبنا، حفظ الله الوطن.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .