+A
A-

شبح كورونا يقلق مخيمات سوريا.. ولا إجراءات في الركبان

مع مواصلة فيروس كورونا انتشاره السريع حول العالم، عابراً الحدود والقارات مهدداً سكان كلّ الدول وعلى وجه الخصوص التي تشهد حروباً طاحنة منذ سنوات كما هي الحال في سوريا، يتخوف العديد من المراقبين والمنظمات الصحية الدولية من احتمال تمدده إلى المخيمات، التي يقطنها الآلاف وسط خدماتٍ طبية ضئيلة وأحياناً معدومة.

ورغم أن حركة الطيران والموانئ البحرية في سوريا محدودة، لكن القلق موجود خاصة في المناطق التي تشهد حركة نزوحٍ جماعي منذ أشهر مثل بلدات وقرى ريف محافظة إدلب السورية الواقعة شمال غربي البلاد.

وانسحب ممثلو منظماتٍ إغاثية وطبية دولية من إدلب وريفها على وقع التصعيد العسكري السوري ـ الروسي والتركي في تلك المناطق، الأمر الّذي ترك عبئاً ثقيلاً على كاهل المنظمات المحلية وهي في معظمها تقدّم خدماتٍ بسيطة، وفق ما أفاد سكان محلّيون لـ"العربية.نت".

قلق داخل المخيمات

ويعيش عشرات الآلاف من سكان ريف إدلب في مخيماتٍ غير مأهولة على الحدود السورية ـ التركية وسط ظروفٍ معيشية يصفها سكانها بـ "الصعبة".

ومع انتشار فيروس كورونا في كلّ دول الجوار السوري كالعراق وتركيا والأردن ولبنان، يتزايد القلق لدى السكان في عموم سوريا خاصة لدى الّذين يقيمون داخل المخيمات، حيث يشارك العشرات خيمة واحدة.

وتعتمد المؤسسات الإدارية في إدلب وغيرها من المناطق السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلّحة على الخدمات التي تقدّمها تركيا، فقد كشف مسؤول في الحكومة المؤقتة والمدعومة من أنقرة لوسائل إعلامٍ محلية عن إقامة مراكز للحجر الصحي في محافظة إدلب.

كما أقامت أنقرة نقاطا طبيّة على حدودها مع سوريا، حيث تقتصر مهمتها على مراقبة الحالة الصحية للمسافرين كإجراء احترازي لمنع تفشي فيروس كورونا.

لا إصابات في مناطق الإدارة الذاتية

أما في مناطق "الإدارة الذاتية" لشمال سوريا وشرقها، فقد لجأت الإدارة لإجراءات احترازية أبرزها إغلاق المعبر الحدودي بينها وبين إقليم كردستان العراق ومنع احتفالات النوروز (العيد القومي للأكراد) هذا العام وكذلك تعليق الدوام في المدارس والمعاهد والجامعات.

وتسمح الإدارة منذ إغلاق حدودها مع كردستان العراق لسكان مناطقها فقط بالقدوم من الخارج وذلك ليومٍ واحد خلال الأسبوع.

وقال منال محمد، الرئيس المشترك لـ"هيئة الصحة" لدى "الإدارة الذاتية": "نقوم بتجهيز مراكز مخصصة لرعاية المشتبهين بإصابتهم بفيروس كورونا والتأكد من حالتهم وكذلك نقوم بتجهيز مراكز للحجر الصحي، لكن لغاية الساعة لا توجد إصابات في مناطقنا".

وأضاف لـ "العربية.نت" أن "هيئة الصحة قامت بحملاتٍ توعوية لبعض السكان وخاصة في المخيمات حول كيفية مواجهة الفيروس واللجوء لأدوات التعقيم وعدم إقامة التجمعات".

ورغم خطورة الفيروس وسرعة انتشاره، لكن السلطات المتعددة والتي تسيطر كلّ منها على جزءٍ من سوريا لا تتعاون فيما بينها لمواجهته وهي ثلاثة أطراف تعمل كلّ منها بشكلٍ منفرد وهي حكومة النظام السوري ومعارضتها المسلّحة والإدارة الذاتية.

وبحسب الرئيس المشترك لـ"هيئة الصحة"، فإن حكومة الأسد لا تتعاون مع الإدارة الذاتية ولم تقدّم لها أي مساعدات إلى الآن. وأضاف قائلاً "تواصلنا يقتصر فقط مع منظمة الصحة العالمية".

لا إجراءات احترازية في الركبان

إلى جانب مناطق المعارضة و"الإدارة الذاتية"، يبدو أن الخطورة تكمن المخيمات المعزولة مثل مخيم الركبان والواقع في الصحراء السورية على الحدود مع الأردن والعراق، لغياب الرعاية الصحية فيه بشكلٍ شبه كامل.

وقال مسؤول من الإدارة المحلية لمخيم الركبان لـ"العربية.نت": "لم نتخذ بعد أي إجراءات احترازية".

كما أضاف أن "بعض الشبّان المهتمين بالأمور الطبية قد يلجؤون لإقامة ندواتٍ توعوية لسكان المخيم خلال الأسبوع المقبل حول مواجهة فيروس كورونا".

ولم تعلن سوريا بشكلٍ رسمي عن وجود مصابين بهذا الفيروس رغم أن المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن قبل أيام عن وجود عشرات المصابين في عدّة مدنٍ سوريّة وربط تلك الإصابات بالزيارات الدينية المتبادلة بين إيران والعراق وسوريا.

ورغم تداول المرصد لتلك الأنباء، نفى نزار يازجي، وزير الصحة في حكومة الأسد، تسجيل أي إصابة بـ كورونا في البلاد.

وأضاف الوزير خلال مؤتمرٍ صحفي أول أمس أن "عدم تسجيل أي إصابة لا ينفي احتمال وجود أشخاص يحملون الفيروس دون أن تظهر عليهم الأعراض".

وعلّقت سلطات النظام السوري رحلاتها مع العراق وإيران والأردن قبل أيام، في حين أن لبنان سيغلق حدوده مع سوريا يوم غد الاثنين.

كما علّقت الدوام في الجامعات والمدارس والمعاهد منذ أول أمس كإجراءٍ احترازي خوفاً من انتشار فيروس كورونا مع منع إقامة التجمّعات.