العدد 4171
الإثنين 16 مارس 2020
banner
من قال إن الحرب السورية انتهت (4)
الإثنين 16 مارس 2020

ورطة إيران و”حزب الله” متعدّدة المصادر والاعتبارات، وشراكاتها داخل سوريا متأرجِحة بين العلاقات التحالفية مع روسيا وبين منافسات مع القيادة الروسية في سوريا. إيران وأذرعها استثمرت كثيراً في سوريا وورطتها اليوم هي في البقاء للعب دور المكمّل كما في المغادرة رغماً عنها لأنها تقع في أكثر من ورطة في محطاتها الداخلية.


فأولاً، إن فيروس “كورونا” قد يهدّد مصير النظام في طهران ليس فقط لأن رجال الدين يقفون في وجه الإجراءات الضرورية للوقاية من تحوّل الفيروس إلى وباء، إنما أيضاً لأن إيران ليست لديها آلية لقياس مدى تفشي الفيروس أو ضبطه طبيّاً، “ثقافة البازار لا يمكن إيقافها”، قال إيراني مشيراً إلى أن “العزل غريب عن هذه الثقافة”، وبالتالي، السيطرة على هذا الوباء تبدو في غاية الصعوبة وقد تكون القيادة الإيرانية غير قادرة على إيقاف هذه الكارثة، بحسب قول المطّلِعين على الوضع داخل إيران.


وعليه، الأرجح أن تنحسر الاهتمامات الإيرانية الخارجية في سوريا بالذات، إنما أيضاً في العراق وكذلك لبنان، أكثر فأكثر، بسبب الكورونا ذات الأولوية القاطعة، هذا لا يعني توقّف “الحرس الثوري” أو “فيلق القدس” عن العمليات في الساحات السورية والعراقية واللبنانية واليمنية وغيرها. لا يعني أن الورطة الإيرانية في إيران وسوريا وغيرها ستؤدي بالقيادة الإيرانية إلى إعادة النظر في سياساتها والتجاوب مع الدعوات الأميركية والأوروبية إلى إعادة التفاوض على الاتفافية النووية والتخلّي عن طموحات التوسّع خارج الحدود الإيرانية. “إطلاقاً” قال مصدر عالم بالتفكير على مستوى القيادات في طهران، “إن المرونة غير واردة حتى في ظروف العقوبات وكورونا القاتلة”.


“حزب الله” أيضاً ليس في أحلى حالاته داخل لبنان لأنه مُطوَّق شعبياً في لبنان وبالعقوبات الأميركية التي تطاله حتى في أفريقيا. إنه في ورطة شأنه شأن جميع اللاعبين في سوريا بمن فيهم بشار الأسد.
 “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية