غيّب الموت الرجل المحبوب الإنسان العفوي الطيب الحنون الشاعر المتواضع الشيخ عيسى بن راشد رحمه الله، لقد خسرت البحرين أحد أعظم ملوك الكلمة بمفرداتها البحرينية التي رسخت خلالها تراث وعادات الزمن الجميل، وستبقى كلماته الصادقة خالدة، لقد كانت إحساساً وطنياً ورمزاً بحرينياً، كلمات سيتداولها كل بحريني وخليجي.

كم سنشتاق لخفة دمه وصدق إحساسه، وحديثه الشيق الذي لمسنا فيه سراً غريباً استطاع أن يخترق القلوب دون استئذان. كلماته استطاع أن يستثمر بها اللغة البحرينية وصياغتها ضمن قالب شعبي محبب، أسلوب أفرد خلاله مساحات خاطبت الشريحة الأوسع بجميع فئاتها العمرية.

لقد رحل عنا وقد اكتحلت عيناه برؤية كأس الخليج وقد حط رحاله في نهاية المطاف في أرض البحرين، ذاك الكأس الذي لطالما حلم به، وبإذن الله ستبقى البحرين كما تحب بطيبة شعبها ونجاحاتها وتجميع كؤوس إنجازاتها.

من الصعب أن نرثي شاعراً بحجمه، شعور الحزن أكبر من أن ينثر في عبارات وأسطر لا توفيه حقه لذا يبقى “الصمت أكثر بلاغة”. هكذا هي الحياة تخطف منا بسرعة البرق من نحب. رحمك الله وأسكنك فسيح جناته، اللهم أنزل عليه شآبيب رحمتك وعزائم مغفرتك.. تعازينا الحارة لكل محبيه في كل بقاع العالم. وإنا لله وإنا إليه راجعون.