من يروج للشائعات كمن يلقي بعود الكبريت على القش، خصوصا في مرحلة حرجة كهذه، يحبس الناس فيها أنفاسهم ويشعرون بأن حياتهم تتوقف على معلومة!

الشائعات لا تكون ذات أهمية إلا في الأزمات، فالاحتمالات مفتوحة على مصراعيها، في الوقت الذي يخيم فيه الغموض على المشهد، لذلك ربما تسمعون أمورا كثيرة قد تدغدغ مشاعركم أو حتى ترعبكم، لكنها مجرد أكاذيب ملفقة.

لا تأتي الشائعات من فراغ في كثير من الأحيان، فمن صنعها يسعى لتوجيه الرأي العام إلى زاوية تعنيه وحده، فيما يبحث آخرون عن التسلية والمقالب والبطولات الساذجة!

في كلتا الحالتين، فالأذية واحدة؛ لذلك يتوجب في مثل هذه الظروف أن نكون واعين لما نسمعه ونصدقه، وغير متهاونين مع أي خبر أو معلومة تصلنا عبر هاتفنا الذكي، فالكثير منها لا أساس له من الصحة.

في هذا العصر التقني المتطور، أصبح انتشار الشائعات يسيرا مثلما ينتشر فيروس كورونا، لذلك علينا أن نتصدى للأخبار الملفقة والاجتهادات الفردية التي يختلقها أصحاب النفوس المريضة.

نعيش اليوم مرحلة تتطلب الوعي والحكمة والصبر، وليس “الاستهبال” والاستهانة بالعواقب الوخيمة التي من شأنها أن تؤثر سلبا على نفسية المواطنين والمقيمين.

يبقى أن نقول شكرا كبيرة جدا إلى جميع الأجهزة الحكومية على شفافيتها المطلقة منذ اليوم الأول لاشتعال فتيل أزمة كورونا، وحفظ الله البحرين شعبها وقيادتها من كل مكروه.