العدد 4175
الجمعة 20 مارس 2020
banner
السعادة “موقف يمكن خلقه وإنشاؤه “
الجمعة 20 مارس 2020

يقول الفيلسوف الهندي “أوشو”، الحياة مثل الضوء والكلمات، لا يلويهما ألم وقيد، فاستمتع بضوء الحياة قبل أن ينطفئ، ويقول الشاعر التشيلي الرائع بابلو نيرودا، السعادة كالشعاع الذي يعانقنا صباحا ومساء، فلا تضيع يومك في الأحزان والتفكير في السلبيات، أما الكاتب كارلوس كاستيندا فيذكر في كتابه الجميل “رحلة إلى تكسلايند”، سنوات الإنسان مثل الشموع، كل يوم تخسر شمعة لغاية الوصول إلى الشمعة الأخيرة، نحن كل يوم ندنوا من قبرنا خطوة، فلا داعي للحزن، فليس لديك متسع من الوقت.


تلك أقوال الفلاسفة والأدباء، والآن جاء دور الحديث عن تطبيقات الاستمتاع بالحياة كما يراها الكاتب والطبيب الأميركي “أوليفر وندل هولمز”، علها تكون حافزا لنا ونحن نعيش في هذا الوقت العصيب المضطرب، فهولمز يرى أن أعظم أهداف الحياة أن تعرف كيف تحياها، وسواء كانت مخاوفك حقيقية أو وهمية، فإنها ستكون أقل فزعا لك إذا عمدت إلى الاندماج في أحداث العالم الجارية من حولك.


إن الرجل الذي يسعى إلى العزلة ويريد أن يفر من الجموع إنما يسعى إلى هدهدة مخاوفه وشقاوته، إذا كنت تريد السعادة فاحتضن عالمك ووسع اهتمامك ليتناول أصدقاءك وأسرتك، واشترك معهم في مسراتهم تصبح مرحا مثلهم، حاول أن تفهم الناس وأن تعاونهم في شدتهم فلا يعود لديك وقت للخوف والانزعاج.


ولتعلم أن ما تحيط به الآخرين من عطف وحب، سيرد إليك أضعافا مضاعفة. إن مشاركة بقية أبناء البشر أعظم ميزة لنا جميعا، وفيها السعادة الحقة، فإذا وثقت الروابط بينك وبين العالم الخارجي، وإذا منحت كل ما تملك من حب، وتقبلت حب العالم لك، فستترسخ قواعد سعادتك، وستزول كل مخاوفك، والجهود الإيجابية للاستمتاع بالحياة تنبع من بعض الاعتقادات التي يمكن أن تسمی “فلسفة الحياة”، وهذه الفلسفة مؤسسة على مبدأ يقول إن السعادة “موقف يمكن خلقه وإنشاؤه”، إن هذه الفلسفة تعلمك أن تتوقع الأحزان والنكبات، وفي الوقت نفسه تمنحك الشجاعة لمعالجتها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .