تمر هذه الأيام الذكرى الأولى لمبادرة بحريننا، وهي خطة وطنية لتعزيز المواطنة والانتماء الوطني في مملكة البحرين، والتي تقدم بها الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، والهادفة لترسيخ قيم المواطنة والانتماء والتعاضد بين أبناء المجتمع البحريني وتماسك نسيجه الوطني والاجتماعي وتحقيق الأمن والاستقرار للبحرين وشعبها.

إن التزام المواطنين بالأنظمة والقوانين وحرصهم على التكاتف الوطني والابتعاد عن كل أشكال العُنف المادي والمعنوي ومحافظتهم على قيم وعادات وتقاليد بلادهم الأصيلة والتمسك بقيم التسامح وتسلحهم بثقافة التعايش مع الآخر، أمور تجعل من المواطنة سلوكًا يوميًا إيجابيًا يُساهم في دعم وتنفيذ توجهات الخطة الوطنية للمواطنة والانتماء التي هي جزء أساسي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والأمن والسلام.

إن المشاركة المجتمعية في قضايا الوطن الارتباط الحقيقي بالوطن والأرض، حيث تجسد هذه المشاركة بأنواعها روح المسؤولية الوطنية وتغرس التكاتف والتماسك الذي دعت إليه خطة المواطنة والانتماء. إن انفتاح المواطن البحريني على الثقافات الأخرى يُعزز ثقافة التعايش مع الآخر التي ورثها الأبناء عن الأجداد مما يُساهم في حفظ المجتمع البحريني وتحصينه من المخاطر الفئوية والخارجية، وحفظ سيادة البحرين وهويتها العربية.

وتتضح في هذه الأيام الصحية العصيبة صلابة الموقف الوطني البحريني المتمثل بالجهود الوطنية المبذولة لاحتواء فيروس كورونا بما تبذله القيادة السياسية والحكومة الرشيدة وتطوع الآلاف من المواطنين ومساهمات وتضحيات تعزز الانتماء الوطني للبحرين وترسخ قيم المواطنة، وهي وقفة وطنية أصيلة تعمل على تحقيق الهدف الأسمى لهذه الخطة وهو سلامة وصحة الجميع، وتعكس أيضًا الحس الوطني النبيل للشعب البحريني، وهو مكسب وطني لهذه الخطة الوطنية.

إن غرس ثقافة الانتماء الوطني بين أبناء البحرين وخصوصا بين الجيل الحاضر واجب وطني يستند على مجموعة من البرامج والمبادرات السياسية والاجتماعية والثقافية والحقوقية التي وضعتها خطة الانتماء والمواطنة لجميع الفئات الوطنية وتشارك بتنفيذها الجهات الرسمية والأهلية والمجتمعية لترسم بسواعدها مستقبل البحرين وتحافظ على القيم والهوية والثوابت البحرينية، وهي مسؤولية مشتركة من الجميع للسير في هذا المنهاج الوطني.