العدد 4191
الأحد 05 أبريل 2020
banner
ريشة في الهواء أحمد جمعة
أحمد جمعة
خريطة جديدة للعالم قريبًا!
الأحد 05 أبريل 2020

سمو رئيس الوزراء: “سلامة المواطن أولوية أينما كان”، لأول مرة بعد الحرب الكونية الثانية، يواجه العالم امتحانًا جديًا على مستوى الدول والحكومات والشعوب والأفراد، ودون التوغل بالتفاصيل، هناك دول نجحت في هذا الامتحان، وهناك دول متوسطة الدرجة ودول فشلت تمامًا، وكذلك حكومات وشعوب وأفراد، فهذه الحرب غير المسبوقة بالعصر الحديث، كشفت وجه الجميع، من كان بمستوى المسؤولية ومن أخفق وهذا أمر واقع... فالأزمات أكبر مصنع لإنتاج النجاح أو الفشل، الأزمات اختبار تتحقق من خلاله النتائج، وستكشف الأوقات التالية لهذه الأزمة الحقائق المذهلة بكل مكان، لن نحكم على النتائج في ذروة الأزمة بل غدًا سترسو السفينة وتلقى المرساة ويخرج الركاب ومعهم النتائج التي كانت وقت الأزمة مخبأة في فوضى الحدث.

من الصين التي خرج منها وانتشر وشعرت بالذنب دون أن تصرح... إلى إيطاليا التي اجتاحها الوباء دون رحمة كما فعلت فيها الحرب العالمية الثانية فقاتلت الوباء منفردة بعد أن تخلى عنها حليفها الأوروبي وهذا سيؤدي ربما لانسحابها من الاتحاد الأوروبي لاحقاً أو على الأقل لأزمة معه... إلى أميركا التي سحقها الوباء ومازالت تبحث عن الدواء، وليس اللقاح لأن الآخر يستحيل في هذا الوقت. إلى روسيا التي تحاول أن تساعد بروح رياضية لا تخلو من دبلوماسية ذكية، إلى كوبا التي رغم الحصار الغربي عليها أثبتت أنها أقوى من الاتحاد الأوروبي كله... ولن أذكر إيران لأن الوضع هناك أكبر من أي مقال أو كتاب أو حتى موسوعة.

الاختبار بالنسبة للأفراد متباين ومختلف بين شعب وآخر، بل وبين أفراد الشعب الواحد، فهناك شعوب أثبتت أنها إنسانية وحضارية وتفاعلت مع بعضها بكفاءة منقطعة النظير كما هو الحال بين صفوف الشعب الإيطالي الذي حارب بشراسة الآلاف بينهم الأطباء والمسعفون والممرضون والمتطوعون، وهناك شعوب مغلوبة على أمرها كالشعب الإيراني الذي بطش به الوباء ولم تحرك حكومته شيئًا بالأيام الأولى، بل تركته ومصيره المجهول بالإضافة إلى أنها أثبتت أنها حكومة فاشية لا مثيل لها في هذا القرن، حين تركت زوارها والمقيمين فيها يواجهون الموت وحدهم، بل لم تكتف بذلك وقامت بطرد المقيمين بالفنادق منها دون إنسانية تذكر.

هذا الاختبار العالمي... كشف هشاشة العالم المعاصر، فدول عظمى فشلت في الامتحان ودول صغيرة محدودة الإمكانيات ساعدت دولا كبرى وبعثت لها طواقم الأطباء والممرضين، مثل كوبا التي حاصرها الغرب عقودا طويلة ولكنها أثبتت في هذه الأزمة جدارة منقطعة النظير. إن الأيام القادمة ومع انقشاع دخان هذه الحرب العالمية غير المسبوقة ستظهر لنا ولو بعد حين معادن الدول والشعوب والأفراد، ومن المؤكد أنه سيتغير العالم 180 درجة مثلما حدث بعد الحربين الكونيتين في القرن العشرين.

 

تنويرة:

الصمت رأي!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .