العدد 4191
الأحد 05 أبريل 2020
banner
التباعد الاجتماعي
الأحد 05 أبريل 2020

بعدما ثبتنا أصول التواصل الاجتماعي عن طريق شبكة الإنترنت رغم قسوتها وسنها طرقا جديدة للحب والحنان والاطمئنان والبيع والشراء والهجر والقرب والعداوة والصداقة، ها نحن نعود من جديد لروابط حقيقية إنسانية تحت مسمى التباعد الاجتماعي.

فالصورة باتت أكثر وضوحا، مزيدا من التواصل الاجتماعي يعني غرقا حتميا في شاشة الهاتف أو عبر الإنترنت دون مراعاة من حولنا من آباء وأمهات وأزواج وزوجات وأبناء من الجنسين، تواصل اجتماعي غير حقيقي يرسم مشاعر الحب بإرسال قلب ملون ومشاعر الشوق بوجه باسم وأحاسيس الوهن بألوان مخالفة، باتت مشاعرنا وسما لا معنى له حتى الضحكات ترسل دون أن تخرج من القلب.

والله أعجب من حال الدنيا؛ فها نحن نطبق التباعد الاجتماعي تنفيذا لتوجه عالمي لحماية البشرية من انتشار فيروس كورونا ونلزم بيوتنا فتزيد مشاعر الألفة والتقارب والاهتمام تحت مسمى التباعد الاجتماعي الذي يلعب دورا حقيقيا حاليا في جمعات كلها ود وراحة وسوالف جميلة بعيدا عن شاشات الهاتف أو شبكة الإنترنت التي ابتلعتنا كوحش يتوق لشد ضحيته إلى شباكه، فلا هو افترسها ولا هو تاركها! نعم إنه الوصف الحقيقي لتعلقنا بوسائل التواصل (غير الاجتماعي) كما أحب أن أطلق عليها أحيانا.

 

ومضة: يا حبذا لو نظرنا للجانب المشرق الذي سطرته جائحة كوفيد 19، أوطان حقيقية تجمعنا، أسر تسعنا، نعم لا تعد ولا تحصى، فلله الحمد في الرخاء والشدة، والحمدلله على كل جميل ماض وكل جميل آت.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية