+A
A-

بالصور: خشب الأشجار... يثمر في البحار

بعد أن تركها أصحابها قسرًا، وهجرتها نوارسها جهرًا، تستعد العشرات من البوانيش الراسية بما يتعارف عليه بفرضة المنامة قديمًا، فرضة المرفأ المالي حديثًا لمغادرة مياه البحرين، تاركًة ورائها إرث ضارب في كيمياء الوجدان البحريني، وانعكاسه لأبرز القيم المالية القديمة التي كان يعتاش عليها اقتصاد البحرين في صيده للؤلؤ، فيما يعرض مجازًا بوانيش مناجم الذهب الأبيض.

وفي الوقت الذي تسعى فيه الحكومة لتأصيل القيم الحضارية الموروثة عبر دعم هيئة الثقافة للعديد من المبادرات من جملتها إعادة الاعتبار لصناعة اللؤلؤ وصيده، يتخذ مسؤولين آخرين بيع بوانيش الصيد ذريعة للحصول على الأموال وإدخالها في خزينة الدولة.

البوانيش في ماض وحاضر البحرين تمثل معلمًا تراثيًا مهمًا يحمل في طياته عبق الأصالة وتاريخ حافل بالإنجاز، فهي كانت وسيلة اقتصادية واجتماعية مهمة، ومن أهم الأدوار التي تلعبها الدور الحضاري والتراثي العميق، فهي وسيلة تواصل ثقافية ووجدانية بين شعوب الخليج ووسيلة تبادل حضاري مهم وغني.

دول الخليج استطاعت أن تعيد الهيبة لهذه البوانيش، ونجحت دبي بإدخالها بمعالمها حيث تشق العبرة (البوايش) المياه وسط إطلالة ناطحات السحاب لتوصل السواح بين ضفتين سياحيتين، ويقصد هذه العبرة آلاف الزوار ويستمتعون بالإبحار بالبوانيش.

ومدن أخرى في الخليج أعادت الهيبة لهذه البوانيش عبر استصدار قرار بأن لا ترسوا على مضاف بحار وفرضة المناطق السياحية سوى البوانيش لما تمثله هذه البوانيش من قيمة ثقافية ووجدانية في مكنون المجتمع الخليجي.

وحقيقة أن كثيرًا من الأشجار لم تكن تثمر في التربة لكنها اثمرت بوسط البحار، بعد أن نجح القلافون في تحويل خشب هذه الأشجار إلى بوانيش ذات معايير فنية وقيمة عالية لتعد أيقونة وعلامة فارقة لجميع بلدان الخليج.